أتى بنو أمية حتى انتشر أمرهم قال من تضييع الاخبار قال فأي الأموال وجدوها أنفع قال الجوهر قال فعند من وجدوا الوفاء قال عند مواليهم قال فأراد المنصور أن يستعين في الاخبار بأهل بيته ثم قال أضع من أقدارهم فاستعان بمواليه * وذكر علي بن محمد الهاشمي أن أباه محمد بن سليمان حدثه قال بلغني أن المنصور أخذ الدواء في يوم شات شديد البرد فأتيته أسأله عن موافقة الدواء له فأدخلت مدخلا من القصر لم أدخله قط ثم صرت إلى حجيرة صغيرة وفيها بيت واحد ورواق بين يديه في عرض البيت وعرض الصحن على أسطوانة ساج وقد سدل على وجه الرواق بواري كما يصنع بالمساجد فدخلت فإذا في البيت مسح ليس فيه شئ غيره إلا فراشه ومرافقه ودثاره فقلت يا أمير المؤمنين هذا بيت أربابك عنه فقال يا عم هذا بيت مبيتي قلت ليس هنا غير هذا الذي أرى قال ما هو إلا ما ترى قال وسمعته يقول عمن حدثه عن جعفر بن محمد قال قيل إن أبا جعفر يعرف بلباس جبة هروية مرقوعة وأنه يرقع قميصه فقال جعفر الحمد لله الذي لطف له حتى ابتلاه بفقر نفسه أو قال بالفقر في ملكه قال وحدثني أبي قال كان المنصور لا يولى أحدا ثم يعزله إلا ألقاه في دار خالد البطين وكان منزل خالد على شاطئ دجلة ملاصقا لدار صالح المسكين فيستخرج من المعزول مالا فما أخذ من شئ أمر به فعزل وكتب عليه اسم من أخذ منه وعزل في بيت مال وسماه بيت مال المظالم فكثر ما في ذلك البيت من المال والمتاع ثم قال للمهدى إني قد هيأت لك شيئا ترضى به الخلق ولا تغرم من مالك شيئا فإذا أنامت فادع هؤلاء الذين أخذت منهم هذه الأموال التي سميتها المظالم فاردد عليهم كل ما أخذ منهم فإنك تستحمد إليهم وإلى العامة ففعل ذلك المهدى لما ولى قال علي بن محمد فكان المنصور ولى محمد بن عبيد الله بن محمد بن سليمان ابن محمد بن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث البلقاء ثم عزله وأمر أن يحمل إليه مع مال وجد عنده فحمل إليه على البريد وألفى معه ألفا دينار فحملت مع ثقله على البريد وكان مصلى سوسنجرد ومضربة ومرفقة ووسادتين وطستا وابريقا وأشناندانه نحاس فوجد ذلك مجموعا كهيئته الا أن المتاع قد تأكل فأخذ الألفي دينار
(٣٢٤)