وخلف بها طريف بن غيلان فكتب إليه قحطبة يأمره أن يقيم حتى يقدم عليه وأن يرجع إلى قم وأقبل قحطبة من الري وبلغه طلائع العسكرين فلما لحق قحطبة بمقاتل بن حكيم العكي ضم عسكر العكي إلى عسكره وسار عامر بن ضبارة إليهم وبينه وبين عسكر قحطبة فرسخ فأقام أياما ثم سار قحطبة إليهم فالتقوا وعلى ميمنة قحطبة العكي ومعه خالد بن برمك وعلى ميسرته عبد الحميد بن ربعي ومعه مالك بن طريف وقحطبة في عشرين ألفا وابن ضبارة في مائة ألف وقيل في خمسين ومائة ألف فأمر قحطبة بمصحف فنصب على رمح ثم نادى يا أهل الشأم انا ندعوكم إلى ما في هذا المصحف فشتموه وأفحشوا في القول فأرسل إليهم قحطبة احملوا عليهم فحمل عليهم العكي وتهايج الناس فلم يكن بينهم كثير قتال حتى انهزم أهل الشأم وقتلوا قتلا ذريعا وحووا عسكرهم فأصابوا شيئا لا يدرى عدده من السلاح والمتاع والرقيق وبعث بالفتح إلى ابنه الحسن مع شريح بن عبد الله قال على وأخبرنا أبو الذيال قال لقى قحطبة عامر بن ضبارة ومع ابن ضبارة ناس من أهل خراسان منهم صالح بن الحجاج النميري وبشر بن بسطام بن عمران بن الفضل البرجمي وعبد العزيز بن شماس المازني وابن ضبارة في خيل ليست معه رجالة وقحطبة معه خيل ورجالة فرموا الخيل بالنشاب فانهزم ابن ضبارة حتى دخل عسكره واتبعه قحطبة فترك ابن ضبارة العسكر ونادى إلى فانهزم الناس وقتل قال على وأخبرنا المفضل بن محمد الضبي قال لما لقى قحطبة ابن ضبارة انهزم داود بن يزيد بن عمر فسأل عنه عامر فقيل انهزم فقال لعن الله شرنا منقلبا وقاتل حتى قتل قال على وأخبرنا حفص بن شبيب قال حدثني من شهد قحطبة وكان معه قال ما رأيت عسكرا قط جمع ما جمع أهل الشأم بإصبهان من الخيل والسلاح والرقيق كأنا افتتحنا مدينة وأصبنا معهم ما لا يحصى من البرابط والطنابير والمزامير ولقل بيت أو خباء ندخله إلا أصبنا فيه زكرة أوزقا من الخمر فقال بعض الشعراء قرضبهم قحطبة القرضب * يدعون مروان كدعوى الرب (وفى هذه السنة) كانت وقعة قحطبة بنهاوند بمن كان لجئ إليها من جنود
(٦٦)