فيه عطاء من الله إن شكرته عليه زادك فإن عرفت موضع البلاء منه فيه عافاك فقال المهدى لا أعدمنا الله بقاءك يا أمير المؤمنين وإرشادك والحمد لله على نممه وأسأل الله الشكر على مواهبه والخلف الجميل برحمته ثم انصرف قال العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت ناعم بن مزيد يذكر عن الوضين بن عطاء قال استزارني أبو جعفر وكانت بيني وبينه خلالة قبل الخلافة فصرت إلى مدينة السلام فخلونا يوما فقال لي يا أبا عبد الله ما مالك قلت الخير الذي يعرفه أمير المؤمنين قال وما عيالك قلت ثلاث بنات والمرأة وخادم لهن قال فقال لي أربع في بيتك قلت نعم قال فوالله لردد ذلك على حتى ظننت أنه سيمولنى قال ثم رفع رأسه إلى فقال أنت أيسر العرب أربع مغازل يدرن في بيتك * رذكر بشر المنجم قال دعاني أبو جعفر يوما عند المغرب فبعثني في بعض الامر فلما رجعت رفع ناحية مصلاه فإذا دينار فقال لي خذ هذا واحتفظ به قال فهو عندي إلى الساعة * وذكر أبو الجهم بن عطية قال حدثني أبو مقاتل الخراساني ورفع غلام له إلى أبى جعفر أن له عشرة آلاف درهم فأخذها منه وقال هذا مالي قال ومن أين يكون مالك فوالله ما وليت لك عملا قط ولا بيني وبينك رحم ولا قرابة قال بلى كنت تزوجت مولاة لعيينة بن موسى بن كعب فورثتك مالا وكان ذلك قد عصى وأخذ مال وهو وال على السند فهذا المال من ذلك المال * وذكر مصعب عن سلام عن أبي حارثة النهدي صاحب بيت المال قال ولى أبو جعفر رجلا باروسما فلما انصرف أراد أن يتعلل عليه لئلا يعطيه شيئا فقال له أشركتك في أمانتي ووليتك فيئا من فئ المسلمين فخنته فقال أعيذك بالله يا أمير المؤمنين ما صحبني من ذلك شئ إلا درهم منه مثقال صررته في كمي إذا خرجت من عندك اكتريت به بغلا إلى عيالي فأدخل بيتي ليس معي شئ من مال الله ولا مالك فقال ما أظنك إلا صادقا هلم درهمنا فأخذه منه فوضعه تحت لبده فقال ما مثلي ومثلك الا مثل مجير أم عامر قال وما مجير أم عامر فذكر قصة الضبع ومجيرها قال وانما غالظه أبو جعفر لئلا يعطيه شيئا * وذكر عن هشام بن محمد أن قثم بن العباس
(٣٢٠)