لأنه كان شاور الفقهاء في أيمانه التي حلف بها لبيعة جعفر فقالوا له كل يمين لك تخرج منها إلا المشي إلى بيت الله ليس فيه حيلة فحج ماشيا وحظي خزيمة بذلك عند الرشيد وذكر أن الرشيد كان ساخطا على إبراهيم الحراني وسلام الأبرش يوم مات موسى فأمر بحبسهما وقبض أموالهما فحبس إبراهيم عند يحيى بن خالد في داره فكلم فيه محمد ابن سليمان هارون وسأله الرضى عنه وتخلية سبيله والاذن له في الانحدار معه إلى البصرة فأجابه إلى ذلك (وفى هذه السنة) عزل الرشيد عمر بن عبد العزيز العمرى عن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان إليه من عملها وولى ذلك إسحاق بن سليمان بن علي (وفيها) ولد محمد بن هارون الرشيد وكان مولده فيما ذكر أبو حفص الكرماني عن محمد بن يحيى بن خالد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال من هذه السنة وكان مولد المأمون قبله في ليلة الجمعة النصف من شهر ربيع الأول (وفيها) قلد الرشيد يحيى بن خالد الوزارة وقال له قد قلدتك أمر الرعية وأخرجته من عنقي إليك فاحكم في ذلك بما ترى من الصواب واستعمل من رأيت واعزل من رأيت وأمض الأمور على ما ترى ودفع إليه خاتمه ففي ذلك يقول إبراهيم الموصلي:
ألم تر أن الشمس كانت سقيمة * فلما ولى هارون أشرق نورها.
بيمن أمين الله هارون ذي الندى * فهارون واليها ويحيى وزيرها وكانت الخيزران هي الناظرة في الأمور وكان يحيى يعرض عليها ويصدر عن رأيها (وفيها) وأمر هارون بسهم ذوي القربى فقسم بين بني هاشم السوية (وفيها) آمن من كان هاربا أو مستخفيا غير نفر من الزنادقة منهم يونس بن فروة ويزيد ابن الفيض وكان ممن ظهر من الطالبيين طبا طبا وهو إبراهيم بن إسماعيل وعلي بن الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن (وفيها) عزل الرشيد الثغور كلها عن الجزيرة وقنسرين وجعلها حيزا واحدا وسميت العواصم (وفيها) عمرت طرسوس على يدي أبى سليم فرج الخادم التركي ونزلها الناس (وحج) بالناس في هذه السنة هارون الرشيد من مدينة السلام فأعطى أهل الحرمين عطاء كثيرا وقسم