قدر طبقاتهم ومراتبهم ورأى منه خلاف ما كان ظن به غير وما كان يقال فيه فرضى عنه ورده إلى خراسان وخرج وهو مشيع له فذكر أن البيعة أخذت للمأمون والقاسم بولاية العهد بعد أخويه محمد وعبد الله وسمى المؤتمن حين وجه هارون هرثمة لذلك بمدينة السلام يوم السبت لاحدى عشرة ليلة خلت من رجب من هذه السنة فقال الحسن بن هانئ في ذلك تبارك من ساس الأمور بعلمه * وفضل هارونا على الخلفاء نزال بخير ما انطوينا على التقى * وما ساس دنيانا أبو الامناء (وفى هذه السنة) حين صار الرشيد إلى الري بعث حسينا الخادم إلى طبرستان فكتب له ثلاثة كتب من ذلك كتاب فيه أمان لشروين أبى قارن والآخر فيه أمان لوندا هرمز جد مازيار والثالث فيه أمان لمرزبان بن جستان صاحب الديلم فقدم عليه صاحب الديم فوهب له وكساه ورده وقدم عليه سعيد الحرشي بأربعمائة بطل من طبرستان فأسلموا على يد الرشيد وقدم ونداهرمز وقبل الأمان وضمن السمع والطاعة وأداء الخراج وضمن على شروين مثل ذلك فقبل ذلك منه الرشيد وصرفه ووجه معه هرثمة فأخذ ابنه وابن شروين رهينه وقدم عليه الري أيضا خزيمة بن خازم وكان والى أرمينية فأهدى هدايا كثيرة (وفى هذه السنة) ولى هارون عبد الله بن ملك طبرستان والري والرويان ودنباوند وقومس همذان وقال أبو العتاهية في خرجة هارون هذه وكان هارون ولد بالري إن أمين الله في خلقه * حن به البر إلى مولده ليصلح الري وأقطارها * ويمطر الخير بها من يده وولى هارون في طريقه محمد بن الجنيد الطريق ما بين همذان والري وولى عيسى بن جعفر بن سليمان عمان فقطع البحر من ناحية جزيرة ابن كاوان فافتتح حصنا بها وحاصر آخر فهجم عليه ابن مجلد الأزدي وهو غار فأسره وحمله إلى عمان في ذي الحجة وانصرف الرشيد بعد ارتحال علي بن عيسى إلى خراسان عن الري بأيام فأدركه الأضحى بقصر اللصوص فضحى بها ودخل مدينة السلام
(٥٠٧)