ثم دخلت سنة أربع وسبعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان بالشام من العصبية فيها (وفيها) ولى الرشيد إسحاق بن سليمان الهاشمي السند ومكران (وفيها) استقضى الرشيد يوسف بن أبي يوسف وأبوه حي (وفيها) هلك روح بن حاتم (وفيها) خرج الرشيد إلى باقردى وبازبدى وبنى بباقردى قصرا فقال الشاعر في ذلك بقردى وبازبدى مصيف ومربع * وعذب يحاكى السلسبيل برود وبغداد ما بغداد أما ترابها * فخرء وأما حرها فشديد وغزا الصائفة عبد الملك بن صالح (وحج) بالناس فيها هارون الرشيد فبدأ بالمدينة فقسم في أهلها مالا عظيما ووقع الوباء في هذه السنة بمكة فأبطأ عن دخولها هارون ثم دخلها يوم التروية وفقضى طوافه وسعيه ولم ينزل بمكة ثم دخلت سنة خمس وسبعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك عقد الرشيد لابنه محمد بمدينة السلام من بعده ولاية عهد المسلمين وأخذ له بذلك بيعة القواد والجند تسميته إياه الأمين وله يومئذ خمس سنين فقال سلم الخاسر:
قد وفق الله الخليفة إذ بنى * بيت الخليفة للهجان الأزهر فهو الخليفة عن أبيه وجده * شهدا عليه بمنظر وبمخبر قد بايع الثقلان في مهد الهدى * لمحمد بن زبيدة ابنة جعفر ذكر الخبر عن سبب بيعة الرشيد له وكان السبب في ذلك فيما ذكر روح مولى الفضل بن يحيى بن خالد أنه رأى عيسى بن جعفر قد صار إلى الفضل بن يحيى فقال له أنشدك الله لما عملت في البيعة لابن أختي يعنى محمد بن زبيدة بنت جعفر بن المنصور فإنه ولد لك