الرجل فقلت والله ما رأيت أمرا أعجب من هذا وعطفت دابتي راجعا أركض ركضا لم أركض مثله قبله ولا بعده إلى هذه الغاية والغلمان والحشم ينتظرونني لتعلق قلب الشيخ بي فلما رأوني دخلوا يتعادون فاستقبلني مرعوبا في قميص ومنديل ينادى ما وراءك يا بنى قلت إنه قد مات قال الحمد لله الذي قتله وأراحك وإيانا منه فما قطع كلامه حتى ورد خادم للرشيد يأمر أبى بالركوب وإياي معه فقال أبى ونحن في الطريق نسير لو جاز أن يدعى ليحيى نبوة لا دعاها أهله رحمة الله عليه وعند الله نحتسبه ولا والله ما نشك في أنه قد قتل فمضينا حتى دخلنا على الرشيد فلما نظر إلينا قال يا عباس بن الحسن أما علمت بالخبر فقال أبى بلى يا أمير المؤمنين فالحمد لله الذي صرعه بلسانه ووقاك الله يا أمير المؤمنين قطع أرحامك فقال الرشيد الرجل والله سليم على ما يحب ورفع الستر فدخل يحيى وأنا والله أتبين الارتياع في الشيخ فلما نظر إليه الرشيد صاح به يا أبا محمد أما علمت أن الله قد قتل عدوك الجبار قال الحمد لله الذي أبان لأمير المؤمنين كذب عدوه على وأعفاه من قطع رحمه والله يا أمير المؤمنين لو كان هذا الامر مما أطلبه وأصلح له وأريده فكيف ولست بطالب له ولا مريده ولم يكن الظفر به إلا بالاستعانة به ثم لم يبق في الدنيا غيري وغيرك وغيره ما تقويت به عليك أبدا وهذا والله من إحدى آفاتك وأشار إلى الفضل بن الربيع والله لو وهبت له عشرة آلاف درهم ثم طمع معي في زيادة تمرة لباعك بها فقال أما العباسي فلا تقل له إلا خيرا وأمر له في هذا اليوم بمائة ألف دينار وكان حبسه بعض يوم قال أبو يونس كان هارون حبسه ثلاث حبسات مع هذه الحبسة وأوصل إليه أربعمائة ألف دينار (وفى هذه السنة) هاجت العصبية بالشام بين النزارية واليمانية ورأس للنزارية يومئذ أبو الهيذام ذكر الخبر عن هذه الفتنة ذكر أن هذه الفتنة هاجت بالشام وعامل السلطان بها موسى بن عيسى فقتل بين النزارية واليمانية على العصبية من بعضهم لبعض بشر كثير فولى الرشيد موسى
(٤٥٧)