ههنا يقول الناس نظروا في الدينار والدرهم وما دون ذلك ولم يقل دانق فقال المنصور إنه لا جديد لمن لا يصلح خلقه هذا الشتاء قد حضر ونحتاج إلى كسوة للعيال والولد قال فقال المهدى فعلى كسوة أمير المؤمنين وعياله وولده فقال له دونك فافعل * وذكر علي بن مرثد أبو دعامة الشاعر أن أشجع بن عمرو السلمي حدثه عن المؤمل بن أميل * وذكره أيضا عبد الله بن الحسن الخوارزمي أن أبا قدامة حدثه أن المؤمل بن أميل حدثه قال قدمت على المهدى قال ابن مرثد في خبره وهو ولى عهد وقال الخوارزمي قدمت عليه الري وهو ولى عهد فأمر لي بعشرين ألف درهم لأبيات امتدحته بها فكتب بذلك صاحب البريد إلى المنصور وهو بمدينة السلام يخبره أن المهدى أمر لشاعر بعشرين ألف درهم فكتب إليه المنصور يعذله ويلومه ويقول له إنما كان ينبغي لك أن تعطى الشاعر بعد أن يقيم ببابك سنة أربعة آلاف درهم قال أبو قدامة فكتب إلى كاتب المهدى أن يوجه إليه بالشاعر فطلب فلم يقدر عليه فكتب إليه أنه قد توجه إلى مدينة السلام فوجه المنصور قائدا من قواده فأجلسه على جسر النهروان وأمره أن يتصفح الناس رجلا رجلا ممن يمر به حتى يظفر بالمؤمل فلما رآه قال له من أنت قال أنا المؤمل بن أميل من زوار الأمير المهدى قال إياك طلبت قال المؤمل فكاد قلبي ينصدع خوفا من أبى جعفر فقبض على ثم أتى بي باب المقصور وأسلمني إلى الربيع فدخل إليه الربيع فقال هذا الشاعر قد ظفرنا به فقال أدخلوه على فأدخلت عليه فسلمت فرد على السلام فقلت ليس ههنا إلا خير قال أنت المؤمل بن أميل قلت نعم أصلح الله أمير المؤمنين قال هيه أتيت غلاما غرا فخدعته قال فقلت نعم أصلح الله أمير المؤمنين أتيت غلاما غرا كريما فخدعته فانخدع قال فكان ذلك أعجبه فقال أنشدني ما قلت فيه فأنشدته هو المهدى إلا أن فيه * مشابه صورة القمر المنير تشابه ذا وذا فهما إذا ما * أنارا مشكلان على البصير فهذا في الظلام سراج ليل * وهذا في النهار سراج نور
(٣١٨)