إلى أبى داود وكتب إليه أن هذه كتب العلج الذي صيرته عدل نفسك فشأنك به فكتب أبو داود إلى عيسى بن ماهان يأمره بالانصراف إليه عن بسام فلما قدم عليه حبسه ودفعه إلى عمر النغم وكان في يده محبوسا ثم دعا به بعد يومين أو ثلاثة فذكره صنيعته به وإيثاره إياه على ولده فأقر بذلك فقال أبو داود فكان جزاء ما صنعت بك أن سعيت بي وأردت قتلى فأنكر ذلك فأخرج كتبه فعرفها فضربه أبو داود يومئذ حدين أحدهما للحسن بن حمدان ثم قال أبو داود أما انى قد تركت ذنبك لك ولكن الجند أعلم فاخرج في القيود فلما أخرج من السرادق وثب عليه حرب بن زياد وحفص بن دينار مولى يحيى بن حضين فضرباه بعمود وطبرزين فوقع إلى الأرض وعدا عليه أهل الطالقان وغيرهم فأدخلوه في جوالق وضربوه بالأعمدة حتى مات ورجع أبو مسلم إلى مرو (وحج) بالناس في هذه السنة سليمان بن علي وهو على البصرة وأعمالها وعلى قضائها عباد بن منصور وكان على مكة العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس وعلى المدينة زياد بن عبيد الله الحارثي وعلى الكوفة وأرضها عيسى بن موسى وعلى قضائها ابن أبي ليلى وعلى الجزيرة أبو جعفر المنصور وعلى مصر أبو عون وعلى حمص وقنسرين وبعلبك والغوطة وحوران والجولان والأردن عبد الله بن علي وعلى البلقاء وفلسطين صالح بن علي وعلى الموصل إسماعيل بن علي وعلى أرمينية يزيد بن أسيد وعلى أذربيجان محمد بن صول وعلى ديوان الخراج خالد بن برمك ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث (ففي هذه السنة) قدم أبو مسلم العراق من خراسان على أبى العباس أمير المؤمنين ذكر الخبر عن قدومه عليه وما كان من أمره في ذلك * فذكر علي بن محمد أن الهيثم بن عدي أخبره والوليد بن هشام عن أبيه قال لم يزل أبو مسلم مقيما بخراسان حتى كتب إلى أبى العباس يستأذنه في القدوم عليه
(١١٨)