في مصلى آل قنبر في قرية أبى داود خالد بن إبراهيم (وفى هذه السنة) تحالفت وتعاقدت عامة من كان بخراسان من قبائل العرب على قتال أبى مسلم وذلك حين كثر ابتاع أبى مسلم وقوى أمره (وفيها) تحول أبو مسلم من معسكره باسفيذنج إلى الماخوان ذكر الخبر عن ذلك والسبب فيه قال على أخبرنا الصباح مولى جبريل عن مسلمة بن يحيى قال لما ظهر أبو مسلم تسارع إليه الناس وجعل أهل مرو يأتونه لا يعرض لهم نصر ولا يمنعهم وكان الكرماني وشيبان لا يكرهان أمر أبى مسلم لأنه دعا إلى خلع مروان بن محمد وأبو مسلم في قرية يقال لها بالين في خباء ليس له حرس ولا حجاب وعظم أمره عند الناس وقالوا ظهر رجل من بني هاشم له حلم ووقار وسكينة فانطلق فتية من أهل مرو نساك كانوا يطلبون الفقه فأتوا أبا مسلم في معسكره فسألوه عن نسبه فقال خبري خير لكم من نسبي وسألوه عن أشياء من الفقه فقال أمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر خير لكم من هذا ونحن في شغل ونحن إلى عونكم أحوج منا إلى مسئلتكم فاعفونا قالوا والله ما نعرف لك نسبا ولا نظنك تبقى إلا قليلا حتى تقتل وما بينك وبين ذلك إلا أن يتفرغ أحد هذين قال أبو مسلم بل أنا أقتلهما إن شاء الله فرجع الفتية فأتوا نصر بن سيار فحدثوه فقال جزاكم الله خيرا مثلكم تفقد هذا وعرفه وأتوا شيبان فأعلموه فأرسل إنا قد أشجى بعضنا بعضا فأرسل إليه نصر إن شئت فكف عنى حتى أقاتله وإن شئت فجامعني على حربه حتى أقتله أو أنفيه ثم نعود إلى أمرنا الذي نحن عليه فهم شيبان إن يفعل فظهر ذلك في العسكر فأتت عيون أبى مسلم فأخبروه فقال سليمان ما هذا الامر الذي بلغهم تكلمت عند أحد بشئ فأخبره خبر الفتية الذين أتوه فقال هذا لذاك إذا فكتبوا إلى علي بن الكرماني إنك موتور قتل أبوك ونحن نعلم أنك لست على رأى شيبان وإنما تقاتل لثأرك فامنع شيبان من صلح نصر فدخل على شيبان فكلمه فثناه عن رأيه فأرسل نصر إلى شيبان إنك لمغرور وأيم الله ليتفاقمن هذا الامر حتى تستصغرني في جنبه فبينا
(٣٢)