وهو يشهد الله عليهم بعد ذلك في خلاف إن آثروه وعنود إن أظهروه وكفى بالله شهيدا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إليه يتوكل واليه ينيب والسلام وكتب إسماعيل بن صييح بين يدي أمير المؤمنين (وحج) بالناس في هذه السنة الفضل بن العباس بن محمد بن علي وكان وإلى مكة ولم يكن للمسلمين بعد هذه السنة صائفة إلى سنة 215 ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث ففيها كان الفداء بين المسلمين والروم على يدي ثابت بن نصر بن مالك (وفيها) وافى الرشيد من الرقة في السفن مدينة السلام يريد الشخوص إلى خراسان لحرب رافع وكان مصيره ببغداد يوم الجمعة لخمس ليال بقين من شهر ربيع الآخر واستخلف بالرقة ابنه القاسم وضم إليه خزيمة بن خازم ثم شخص من مدينة السلام عشية الاثنين لخمس خلون من شعبان بعد صلاة العصر من الخيزرانية فبات في بستان أبى جعفر ثم سار من غد إلى النهروان فعسكر هنا لك ورد حمادا البربري إلى أعماله واستخلف ابنه محمدا بمدينة السلام * وذكر عن ذي الرئاستين أنه قال قلت للمأمون لما أراد الرشيد الشخوص إلى خراسان لحرب رافع لست تدرى ما يحدث بالرشيد وهو خارج إلى خراسان وهى ولايتك ومحمد المقدم عليك وإن أحسن ما يصنع بك أن يخلعك وهو ابن زبيدة وأخواله بنو هاشم وزبيدة وأموالها فاطلب إليه أن يشخصك معه فسأله الاذن فأبى عليه فقلت له قل له أنت عليل وإنما أردت أن أخدمك ولست أكلفك شيئا فأذن له وسار فذكر محمد بن الصباح الطبري أن أباه شيع الرشيد حين خرج إلى خراسان فمضى معه إلى النهروان فجعل يحادثه في الطريق إلى أن قال له يا صباح لا أحسبك تراني أبدا قال فقلت بل يردك الله سالما قد فتح الله عليك وأراك في أملك قال يا صباح ولا أحسبك تدرى ما أجد قلت لا والله قال فتعال حين أريك قال فانحرف عن الطريق قدر مائة ذراع فاستظل بشجرة وأومأ إلى خدمه الخاصة
(٥٢٣)