ثم شخص إلى الحيرة فسكنها وابتنى بها المنازل وأقطع من معه الخطط وأقام نحوا من أربعين يوما فوثب به أهل الكوفة وأساءوا مجاورته فارتحل إلى مدينة السلام ثم شخص من مدينة السلام إلى الرقة واستخلف بمدينة السلام حين شخص إلى الرقة محمدا الأمين وولاه العراقين (وحج) بالناس في هذه السنة موسى بن عيسى ابن موسى بن محمد بن علي ثم دخلت سنة إحدى وثمانين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فكان فيها غزو الرشيد أرض الروم فافتتح بها عنوة حصن الصفصاف فقال مروان بن أبي حفصة إن أمير المؤمنين المصطفى * قد ترك الصفصاف قاعا صفصفا (وفيها) غزا عبد الملك بن صالح الروم فبلغ أنقرة وافتتح مطمورة (وفيها) توفى الحسن بن قحطبة وحمزة بن مالك (وفيها) غلبت المحمرة على جرجان (وفيها) أحدث الرشيد عند نزوله الرقة في صدور كتبه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم (وحج) بالناس في هذه السنة هارون الرشيد فأقام للناس الحج ثم صدر معجلا وتخلف عنه يحيى بن خالد ثم لحقه بالغمرة فاستعفاه من الولاية فأعفاه فرد إليه الخاتم وسأله الاذن في المقام بمكة فأذن له فانصرف إلى مكة ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فكان فيها انصراف الرشيد من مكة ومسيره إلى الرقة وبيعته بها لابنه عبد الله المأمون بعد ابنه محمد الأمين وأخذ البيعة له على الجند بذلك بالرقة وضمه إياه إلى جعفر بن يحيى ثم توجيهه إياه إلى مدينة السلام ومعه من أهل بيته جعفر بن أبي جعفر المنصور وعبد الملك بن صالح ومن القواد علي بن عيسى فبويع له بمدينة السلام حين قدمها وولاه أبو خراسان وما يتصل بها إلى همذان وسماه المأمون (وفيها)
(٤٧٠)