ثم دخلت سنة ثلاث وستين ومائة ذكر الخبر عن الاحداث التي كانت فيها فمن ذلك ما كان فيها من هلاك المقنع وذلك أن سعيدا الحرشي حصره بكش فاشتد عليه الحصار فلما أحس بالهلكة شرب سما وسقاه نساءه وأهله فمات وما توا فيما ذكر جميعا ودخل المسلمون قلعته واحتزوا رأسه ووجهوا به إلى المهدى وهو بحلب (وفيها) قطع المهدى البعوث للصائفة على جميع الأجناد من أهل خراسان وغيرهم وخرج فعسكر بالبردان فأقام به نحوا من شهرين يتعبأ فيه ويتهيأ ويعطى الجنود وأخرج بها صلات لأهل بيته الذين شخصوا معه فتوفى عيسى بن علي في آخر جمادى الآخرة ببغداد وخرج المهدى من الغد إلى البردان متوجها إلى الصائفة واستخلف ببغداد موسى بن المهدى وكاتبه يومئذ أبان بن صدقة وعلى خاتمه عبد الله بن علاثة وعلى حرسه علي بن عيسى وعلى شرطه عبد الله بن حازم فذكر العباس بن محمد أن المهدى لما وجه الرشيد إلى الصائفة سنة 163 خرج يشيعه وأنا معه فلما حاذى قصر مسلمة قلت يا أمير المؤمنين إن لمسلمة في أعناقنا منة كان محمد بن علي مر به فأعطاه أربعة آلاف دينار وقال له يا ابن عم هذان ألفان لدينك وألفان لمعونتك فإذا نفدت فلا تحتشمنا فقال لما حدثته الحديث أحضروا من ههنا من ولد مسلمة ومواليه فأمر لهم بعشرين ألف دينار وأمر أن تجرى عليهم الأرزاق ثم قال يا أبا الفضل كافينا مسلمة وقضينا حقه قلت نعم وزدت يا أمير المؤمنين وذكر إبراهيم بن زياد عن الهيثم بن عدي أن المهدى أغزى هارون الرشيد بلاد الروم وضم إليه الربيع الحاجب والحسن بن قحطبة قال محمد بن العباس إني لقاعد في مجلس أبى في دار أمير المؤمنين وهو على الحرس إذ جاء الحسن بن قحطبة فسلم على وقعد على الفراش الذي يقعد أبى عليه فسأل عنه فأعلمته أنه راكب فقال لي يا حبيبي أعلمه أنى جئت وأبلغه السلام عنى وقل له إن أحب أن يقول لأمير المؤمنين يقول الحسن بن
(٣٧٤)