والله وهو في ذلك ربما نسى الشئ بعد الشئ فيوقفه عليه أبو عبيد الله حتى فرغ حبا للاستيثاق منه وختم الكتاب وشهد عليه الشهود وأنا حاضر حتى وضع عليه عيسى خطه وخاتمه والقوم جميعا ثم دخلوا من باب المقصورة إلى القصر قال وكسا أمير المؤمنين عيسى وابنه موسى وغيره من ولده كسوة بقيمة ألف ألف درهم ونيف ومائتي ألف درهم * وكانت ولاية عيسى بن موسى الكوفة وسوادها وما حولها ثلاث عشرة سنة حتى عزله المنصور واستعمل محمد بن سليمان بن علي حين امتنع من تقديم المهدى على نفسه * وقيل إن المنصور إنما ولى محمد بن سليمان الكوفة حين ولاه إياها ليستخف بعيسى فلم يفعل ذلك محمد ولم يزل معظما له مبجلا (وفى هذه السنة) ولى أبو جعفر محمد بن أبي العباس بن أخيه البصرة فاستعفي منها فأعفاه فانصرف عنها إلى مدينة السلام فمات بها فصرخت امرأته البغوم بنت علي بن الربيع وا قتيلاه فضربها رجل من الحرس بحلويز على عجيزتها فتعاوره خدم لمحمد بن أبي العباس فقتلوه فطل دمه وكان محمد بن أبي العباس حين شخص عن البصرة استخلف بها عقبة بن سلم فأقره عليها أبو جعفر إلى سنة 151 (وحج) بالناس في هذه السنة المنصور وكان عامله فيها على مكة والطائف عمه عبد الصمد ابن علي وعلى المدينة جعفر بن سليمان وعلى الكوفة وأرضها محمد بن سليمان وعلى البصرة عقبة بن سلم وعلى قضائها سوار بن عبد الله وعلى مصر يزيد بن حاتم ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمما كان فيها من ذلك توجيهه المنصور حميد بن قحطبة إلى أرمينية لحرب الترك الذين قتلوا حرب بن عبد الله وعاثوا بتفليس فسار حميد إلى أرمينية فوجدهم قد ارتحلوا فانصرف ولم يلق منهم أحدا (وفى هذه السنة) عسكر صالح بن علي بدابق فيما ذكر ولم يغز (وحج) بالناس فيها جعفر بن أبي جعفر المنصور وكانت ولاة الأمصار في هذه السنة ولاتها في السنة التي قبلها
(٢٨٤)