منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب بذلك إلى الآفاق فعمل به (وفيها) أمر المهدى يعقوب بن داود بتوجيه الامناء في جميع الآفاق فعمل به فكان لا ينفذ للمهدى كتاب إلى عامل فيجوز حتى يكتب يعقوب بن داود إلى أمينه وثقته بإنفاذ ذلك (وفيها) اتضعت منزلة أبى عبيد الله وزير المهدى وضم يعقوب إليه من متفقهة البصرة وأهل الكوفة وأهل الشأم عددا كثيرا وجعل رئيس البصريين والقائم بأمرهم إسماعيل بن علية الأسدي ومحمد بن ميمون العنبري وجعل رئيس أهل الكوفة وأهل الشأم عبد الاعلى بن موسى الحلبي ذكر السبب الذي من أجله تغيرت منزلة أبى عبيد الله عند المهدى (قد ذكرنا) سبب اتصاله كان به قبل في أيام المنصور وضم المنصور إياه إلى المهدى حين وجهه إلى الري عند خلع عبد الجبار بن عبد الرحمن المنصور فذكر أبو زيد عمر بن شبة أن سعيد بن إبراهيم حدثه أن جعفر بن يحيى حدثه أن الفضل بن الربيع أخبره أن الموالى كانوا يشنعون على أبى عبيد الله عند المهدى ويسعون عليه عنده فكانت كتب أبى عبيد الله تنفذ عند المنصور بما يريد من الأمور وتتخلى الموالى بالمهدي فيبلغونه عن أبي عبيد الله ويحرضونه عليه قال الفضل وكانت كتب أبى عبيد الله تصل إلى أبى تترى يشكو الموالى وما يلقى منهم ولا يزال يذكره عند المنصور ويخبره بقيامه ويستخرج الكتب عنه إلى المهدى بالوصاة به وترك القبول فيه قال فلما رأى أبو عبيد الله غلبة الموالى على المهدى وخلوتهم به نظر إلى أربعة رجال من قبائل شتى من أهل الأدب والعلم فضمهم إلى المهدى فكانوا في صحابته فلم يكونوا يدعون الموالى يتخلون به ثم أبا عبيد الله كلم المهدى في بعض أمره إذ اعترض رجل من هؤلاء الأربعة في الامر الذي تلكم فيه فسكت عنه أبو عبيد الله فلم يراده وخرج فأمره أن يحجب عن المهدى فحجبه عنه وبلغ ذلك من خبره أبى قال وحج أبى مع المنصور في السنة التي مات فيها وقام أبى من أمر المهدى بما قام به من أمر البيعة وتجديد ها على بيت المنصور والقواد والموالي فلما قدم تلقيته بعد المغرب فلم أزل معه حتى تجاوز منزله وترك
(٣٦٩)