فأفطع أبو جعفر نيبخت ألفى جريب بنهر جوبر فذكر أبو نعيم الفضل بن دكين أن أبا جعفر لما أصبح من الليلة التي أتى فيها برأس إبراهيم وذلك ليلة الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة أمر برأسه فنصب رأسه في السوق وذكر أن أبا جعفر لما أتى برأسه فوضع بين يديه بكى حتى قطرت دموعه على خد إبراهيم تم قال أما والله إن كنت لهذا لكارها ولكنك ابتليت بي وابتليت بك وذكر عن صالح مولى المنصور أن المنصور لما أتى برأس إبراهيم بن عبد الله وضعه بين يديه وجلس مجلسا عاما وأذن للناس فكان للداخل يدخل فيسلم ويتناول إبراهيم فيسئ القول فيه ويذكر منه القبيح التماسا لرضى أبى جعفر وأبو جعفر ممسك متغير لونه حتى دخل جعفر بن حنظلة البهراني فوقف فسلم ثم قال عظم الله أجرك يا أمير المؤمنين في ابن عمك وغفر له ما فرط فيه من حقك فاصفر لون أبى جعفر وأقبل عليه فقال أبا خالد مرحبا وأهلا ههنا فعلم الناس أن ذلك قد وقع منه فدخلوا فقالوا مثل ما قال جعفر بن حنظلة (وفى هذه السنة) خرجت الترك والخزر بباب الأبواب فقتلوا من المسلمين بأرمينية جماعة كثيرة (وحج) بالناس في هذه السنة السرى بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب وكان عامل أبى جعفر على مكة وكان وإلى المدينة في هذه السنة عبد الله بن الربيع الحارثي ووالى الكوفة وأرضيها عيسى بن موسى ووالى البصرة سلم بن قتيبة الباهلي وكان على قضائها عباد بن منصور وعلى مصر يزيد بن حاتم ثم دخلت سنة ست وأربعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمما كان فيها من ذلك استتمام أبى جعفر مدينته بغداد ذكر محمد بن عمر أن أبا جعفر تحول من مدينة ابن هبيرة إلى بغداد في صفر سنة 146 فنزلها وبنى مدينتها
(٢٦٣)