فيهم مالا جليلا وقد قيل إنه حج في هذه السنة وغزا فيها وفى ذلك يقول داود بن رزين:
بهارون لاح النور في كل بلدة * وقام به في عدل سيرته النهج إمام بذات الله أصبح شغله * وأكثر ما يعنى به الغزو والحج تضيق عيون الناس عن نور وجهه * إذا ما بدا للناس منظره البلج وإن أمين الله هارون ذا الندى * ينيل الذي يرجوه أضعاف ما يرجو وغزا الصائفة في هذه السنة سليمان بن عبد الله البكائي وكان العامل فيها على المدينة إسحاق بن سليمان الهاشمي وعلى مكة والطائف عبيد الله بن قثم وعلى الكوفة موسى ابن عيسى وخليفته عليها ابنه العباس بن موسى وعلى البصرة والبحرين والفرض وعمان واليمامة وكور الأهواز وفارس محمد بن سليمان بن علي ثم دخلت سنة إحدى وسبعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمما كان فيها من ذلك قدوم أبى العباس الفضل بن سليمان الطوسي مدينة السلام منصرفا عن خراسان وكان خاتم الخلافة حين قدم مع جعفر بن محمد بن الأشعث فلما قدم أبو العباس الطوسي أخذه الرشيد منه فدفعه إلى أبى العباس ثم لم يلبث أبو العباس الا يسيرا حتى توفى فدفع الخاتم إلى يحيى بن خالد فاجتمعت ليحيى الوزارتان (وفيها) قتل هارون أبا هريرة محمد بن فروخ وكان على الجزيرة فوجه إليه هارون أبا حنيفة حرب بن قيس فقدم به مدينة السلام فضرب عنقه في قصر الخلد (وفيها) أمر هارون بإخراج من كان في مدينة السلام من الطالبيين إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم خلا العباس بن الحسن بن عبد الله بن علي ابن أبي طالب وكان أبوه الحسن بن عبد الله فيمن أشخص وخرج الفضل بن سعيد الحروري فقتله أبو خالد المروروذي (وفى هذه السنة) وكان قدوم روح بن حاتم أفريقية وخرجت في هذه السنة الخيزران إلى مكة في شهر رمضان فأقامت بها إلى