الا بالطاعة ولا تعمر البلاد بمثل العدل ولا تدوم نعمة السلطان وطاعته الا بالمال ولا تقدم في الحياطة بمثل نقل الاخبار وأقدر الناس على العفو أقدرهم على العقوبة وأعجز الناس من ظلم من هو دونه واعتبر عمل صاحبك وعلمه باختباره وعن المبارك الطبري أنه سمع أبا عبيد الله يقول سمعت المنصور يقول للمهدى يا أبا عبد الله لا تجلس مجلسا الا ومعك من أهل العلم من يحدثك فان محمد بن شهاب الزهري قال الحديث ذكر ولا يحبه الا ذكور الرجال ولا يبغضه إلا مؤنثوهم وصدق أخو زهرة * وذكر عن علي بن مجاهد بن محمد بن علي أن المنصور قال للمهدى يا أبا عبد الله من أحب الحمد أحسن السيرة ومن أبغض الحمد أساءها وما أبغض أحد الحمد الا استذم وما استذم إلا كره وقال المبارك الطبري سمعت أبا عبيد الله يقول قال المنصور للمهدى يا أبا عبد الله ليس العاقل الذي يحتال للامر الذي وقع فيه حتى يخرج منه ولكنه الذي يحتال للامر الذي غشيه حتى لا يقع فيه وذكر الفقيمي عن عتبة بن هارون قال قال أبو جعفر يوما للمهدى كم راية عندك قال لا أدرى قال هذا والله التضييع أنت لأمر الخلافة أشد تضييعا ولكن قد جمعت لك مالا يضرك معه ما ضيعت فاتق الله فيما خولك * وذكر علي بن محمد عن حفص بن عمر بن حماد عن خالصة قالت دخلت على المنصور فإذا هو يتشكى وجع ضرسه فلما سمع حسي قال ادخلي فلما دخلت إذا هو واضع يده على صدغيه فسكت ساعة ثم قال لي يا خالصة كم عندك من المال قلت ألف درهم قال ضعي يدك على رأسي واحلفي قلت عندي عشرة آلاف دينار قال احمليها إلى فرجعت فدخلت على المهدى والخيزران فأخبرتهما فركلني المهدى برجله وقال لي ما ذهب بك إليه ما به من وجع ولكني سألته أمس مالا فتمارض احملي إليه ما قلت ففعلت فلما أتاه المهدى قال يا أبا عبد الله تشكو الحاجة وهذا عند خالصة وقال علي بن محمد قال واضح مولى أبى جعفر قال قال أبو جعفر يوما انظر ما عندك من الثياب الخلقان فاجمعها فإذا علمت بمجئ أبى عبد الله فجئني بها قبل أن يدخل وليكن معها رقاع ففعلت ودخل عليه المهدى وهو يقدر الرقاع فضحك وقال يا أمير المؤمنين من
(٣١٧)