أرطاة وإسحق بن الفضل الهاشمي ولما قدم أبو جعفر على أبى مسلم سايره عبيد الله ابن الحسين الأعرج وسليمان بن كثير معه فقال سليمان بن كثير للأعرج يا هذا إنا كنا نرجو أن يتم أمركم فإذا شئتم فادعونا إلى ما تريدون فظن عبيد الله أنه دسيس من أبى مسلم فخاف ذلك وبلغ أبا مسلم مسايرة سليمان بن كثير إياه وأتى عبيد الله أبا مسلم فذكر له ما قال سليمان وظن أنه إن لم يفعل ذلك اغتاله فقتله فبعث أبو مسلم إلى سليمان بن كثير فقال له أتحفظ قول الإمام لي من اتهمته فاقتله قال نعم قال فانى قد اتهمتك فقال أنشدك الله قال لا تناشدني الله وأنت منطو على غش الامام فأمر بضرب عنقه ولم ير أحدا ممن كان يضرب عنقه أبو مسلم غيره فانصرف أبو جعفر من عند أبي مسلم فقال لأبي العباس لست خليفة ولا أمرك بشئ إن تركت أبا مسلم ولم تقتله قال وكيف قال والله ما يصنع إلا ما أراد قال أبو العباس اسكت فاكتمها (وفى هذه السنة) وجه أبو العباس أخاه أبا جعفر إلى واسط لحرب يزيد بن عمر بن هبيرة وقد ذكرنا ما كان من أمر الجيش الذين لقوه من أهل خراسان مع قحطبة ثم مع ابنه الحسن بن قحطبة وانهزامه ولحاقه بمن معه من جنود الشأم بواسط متحصنا بها فذكر علي بن محمد عن أبي عبد الله السلمي عن عبد الله بن بدر وزهير بن هنيد وبشر بن عيسى وأبى السرى أن ابن هبيرة لما انهزم تفرق الناس عنه وخلف على الأثقال قوما فذهبوا بتلك الأموال فقال له حوثرة أين تذهب وقد قتل صاحبهم امض إلى الكوفة ومعك جند كثير فقاتلهم حتى تقتل أو تظفر قال بل نأتى واسطا فننظر قال ما تزيد على أن تمكنه من نفسك وتقتل فقال له يحيى بن حضين إنك لا تأتى مروان بشئ أحب إليه من هذه الجنود فالزم الفرات حتى تقدم عليه وإياك وواسط فتصير في حصار وليس بعد الحصار إلا القتل فأبى وكان يخاف مروان لأنه كان يكتب إليه في الامر فيخالفه فخافه إن قدم عليه أن يقتله فأتى واسط فدخلها وتحصن بها وسرح أبو سلمة الحسن بن قحطبة فخندق الحسن وأصحابه ونزلوا فيما بين الزاب ودجلة وضرب الحسن سرادقه حيال باب المضمار فأول وقعة كانت بينهم يوم الأربعاء فقال
(١٠٤)