ينقص منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعيده إلى ما كان عليه ويلقى منه ما كان معاوية زاد فيه فذكر عن مالك بن أنس أنه شاور في ذلك فقيل له إن المسامير قد سلكت في الخشب الذي أحدثه معاوية وفى الخشب الأول وهو عتيق فلا نأمن إن خرجت المسامير التي فيه وزعزعت أن يتكسر فتركه المهدى وأمر أيام مقامه بالمدينة بإثبات خمسمائة رجل من الأنصار ليكونوا معه حر سأله بالعراق وأنصارا وأجرى عليهم أرزاقا سوى أعطياتهم وأقطعهم عند قدومهم معه ببغداد قطيعة تعرف بهم وتزوج في مقامه بها برقية بنت عمرو العثمانية (وفى هذه السنة) حمل محمد بن سليمان الثلج للمهدى حتى وافى به مكة فكان المهدى أول من حمل له الثلج إلى مكة من الخلفاء (وفيها) رد المهدى على أهل بيته وغيرهم قطائعهم التي كانت مقبوضة عنهم * وكان على صلاة الكوفة وأحدثها في هذه السنة إسحاق بن الصباح الكندي وعلى قضبائها شريك وعلى البصرة وأحداثها وأعمالها المفردة وكور دجلة والبحرين وعمان وكور الأهواز وفارس محمد بن سليمان وكان على قضاء البصرة فيها عبيد الله بن الحسن وعلى خراسان معاذ بن مسلم وعلى الجزيرة الفضل ابن صالح وعلى السند روح بن حاتم وعلى إفريقية يزيد بن حاتم وعلى مصر محمد ابن سليمان أبو ضمرة ثم دخلت سنة إحدى وستين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمما كان من ذلك خروج حكيم المقنع بخراسان من قرية من قرى مرو وكان فيما ذكر يقول بتناسخ الأرواح يعود ذلك إلى نفسه فاستغوى بشرا كثيرا وقوى وصار إلى ما وراء النهر فوجه المهدى لقتاله عدة من قواده فيهم معاذ بن مسلم وهو يومئذ على خراسان ومعه عقبة بن مسلم وجبرئيل بن يحيى وليث مولى المهدى ثم أفرد المهدى لمحاربته سعيدا الحرشي وضم إليه القواد وابتدأ المقنع بجمع الطعام عدة للحصار في قلعة بكش (وفيها) ظفر نصر بن محمد بن الأشعث الخزاعي بعبد الله
(٣٦٧)