على غرم عشرة آلاف درهم (وغزا) فيها الصائفة معاوية بن زفر بن عاصم وغزا الشاتية فيها سليمان بن راشد ومعه البيد بطريق صقلية (وحج) بالناس فيها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي وكان على مكة ثم دخلت سنة تسع وسبعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمما كان فيها من ذلك انصراف الفضل بن يحيى عن خراسان واستخلافه عليها عمرو بن شرحبيل (وفيها) ولى الرشيد خراسان منصور بن يزيد بن منصور الحميري (وفيها) شرى بخراسان حمزة بن اترك السجستان (وفيها) عزل الرشيد محمد بن خالد بن برمك عن الحجبة وولاها الفضل بن الربيع (وفيها) رجع الوليد بن طريف الشاري إلى الجزيرة واشتدت شوكته وكثر تبعه فوجه الرشيد إليه يزيد بن مزيد الشيباني فراوغه يزيد ثم لقيه وهو مغتر فوق هيت فقتله وجماعة كانوا معه وتفرق الباقون فقال الشاعر:
وائل بعضها يقتل بعضا * لا يفل الحديد إلا الحديد قالت الفارعة أخت الوليد:
أيا شجر الخابور مالك مورقا * كأنك لم تجزع على ابن طريف فتى لا يحب الزاد إلا من التقى * ولا المال إلا من قنا وسيوف واعتمر الرشيد في هذه السنة في شهر رمضان شكرا لله على ما أبلاه في الوليد بن طريف فلما قضى عمرته انصرف إلى المدينة فأقام بها إلى وقت الحج ثم حج بالناس فمشى من مكة إلى منى ثم إلى عرفات وشهد المشاهد والمشاعر ماشيا ثم انصرف على طريق البصرة وأما الواقدي فإنه قال لما فرغ من عمرته أقام بمكة حتى أقام للناس حجهم