خندقا أمام القرية فيما بينهما وبين بلاش جرد فصارت القرية من خلف الخندق وجعل وجه دار المحتفز بن عثمان بن بشر المزني في الخندق وشرب أهل آلين من نهر يدعى الخرقان لا يمكن نصر بن سيار قطع الشرب عن آلين وحضر العيد يوم النحر وأمر القاسم بن مجاشع التميمي فصلى بأبي مسلم والشيعة في مصلى آلين وعسكر نصر بن سيار على نهر عياض ووضع عاصم بن عمرو ببلاش جزد ووضع أبا الذيال بطوسان ووضع بشر بن أنيف اليربوعي بجلفر ووضع حاتم بن الحارث ين سريج بخرق وهو يلتمس مواقعة أبى مسلم فأما أبو الذيال فأنزل جنده على أهلها مع أبي مسلم في الخندق فآذوا أهل طوسان وعسفوهم وذبحوا الدجاج والبقر والحمام وكلفوهم الطعام والعلف فشكت الشيعة ذلك إلى أبى مسلم فوجهه معهم خيلا فلقوا أبا الذيال فهزموه وأسروا من أصحابه ميمونا الأعسر الخوارزمي في نحو من ثلاثين رجلا فكساهم أبو مسلم وداوى جراحاتهم وخلى لهم الطريق (وفى هذه السنة) قتل جديع بن علي الكرماني وصلب ذكر الخبر عن مقتله قد مضى قبل ذكرنا مقتل الحارث بن سريج وأن الكرماني هو الذي قتله ولما قتل الكرماني الحارث خلصت له مرو بقتله إياه وتنحى نصر بن سيار عنها إلى أبر شهر وقوى أمر الكرماني فوجهه نصر إليه فيما قيل سلم بن أحوز فسار في رابطة نصر وفرسانه حتى لقى أصحاب الكرماني فوجد يحيى بن نعيم أبا الميلاء واقفا في ألف رجل من ربيعة ومحمد بن المثنى في سبعمائة من فرسان الأزد وابن الحسن ابن الشيخ الأزدي في ألف من فتيانهم والحزمي السغدي في ألف رجل من أبناء اليمن فلما تواقفوا قال سلم بن أحوز لمحمد بن المثنى يا محمد بن المثنى مر هذا الملاح بالخروج إلينا فقال محمد لسلم يا ابن الفاعلة لأبي على تقول هذا ودلف القوم بعضهم إلى بعض فاجتلدوا بالسيوف فانهزم سلم بن أحوز وقتل من أصحابه زيادة على مائة وقتل من أصحاب محمد زيادة على عشرين وقدم أصحاب نصر عليه فلولا فقال له عقيل بن معقل يا نصر شأمت العرب فاما إذ صنعت ما صنعت فجد وشمر
(٣٥)