بستان يعرف إلى اليوم ببستان أم القاسم والعالية أمها امرأة من بنى أمية زوجها المنصور من إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس * وذكر عن إسحاق ابن سليمان أنه قال قال لي أبى زوجتك يا بنى أشرف الناس العالية بنت أمير المؤمنين قال فقلت يا أباه من أكفؤنا قال أعداؤنا من بنى أمية ذكر الخبر عن وصاياه * ذكر عن الهيثم بن عدي أن المنصور أوصى المهدى في هذه السنة لما شخص متوجها إلى مكة في شوال وقد نزل قصر عبدويه وأقام بهذا القصر أياما والمهدى معه يوصيه وكان انقض في مقامه بقصر عبدويه كوكب لثلاث بقين من شوال بعد إضاءة الفجر وبقى أثره بينا إلى طلوع الشمس فأوصاه بالمال والسلطان يفعل ذلك كل يوم من أيام مقامه بالغداة والعشي لا يفتر عن ذلك ولا يفترقان الا تحريكا فلما كان اليوم الذي أراد أن يرتحل فيه دعا المهدى فقال له إني لم أدع شيئا الا قد تقدمت إليك فيه وسأوصيك بخصال والله ما أظنك تفعل واحدة منها وكان له سفط فيه دفاتر علمه وعليه قفل لا يأمن على فتحه ومفتاحه أحدا يصر مفتاحه في كم قميصه قال وكان حماد التركي يقدم إليه ذلك السفط إذا دعا به فإذا غاب حماد أو خرج كان الذي يليه سلمة الخادم فقال للمهدى انظر هذا السفط فاحتفظ به فان فيه علم آبائك ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فان أحزنك أمر فانظر في الدفتر الأكبر فان أصبت فيه ما تريد والا فالثاني والثالث حتى بلغ سبعة فان ثقل عليك فالكراسة الصغيرة فإنك واجد فيها ما تريد وما أظنك تفعل وانظر هذه المدينة فإياك أن تستبدل بها فإنها بيتك وعزك قد جمعت لك فيها من الأموال ما إن كسر عليك الخراج عشر سنين كان عندك كفاية لارزاق الجند والنفقات وعطاء الذرية ومصلحة الثغور فاحتفظ بها فإنك لا تزال عزيزا ما دام بيت مالك عامرا وما أظنك تفعل وأوصيك بأهل بيتك أن تظهر كرامتهم وتقدمهم وتكثر الاحسان إليهم وتعظم أمرهم وتوطئ الناس أعقابهم وتوليهم المنابر فان عزك عزهم وذكرهم لك وما أظنك تفعل وانظر مواليك فأحسن إليهم وقربهم واستكثر
(٣٤٢)