فقال له معن حاجتك الثانية قال الحائط الذي فيه منزلي بحجر وصاحبه في عسكر الأمير فاشتراه منه وصيره له وقال حاجتك الثالثة قال تهب لي مالا قال فأمر له بثلاثين ألف درهم تمام مائة ألف درهم وصرفه إلى منزله وذكر عن محمد ابن سالم الخوارزمي وكان أبوه من قواد خراسان قال سمعت أبا الفرج خال عبد الله بن جبلة الطالقاني يقول سمعت أبا جعفر يقال ما كان أحوجني إلى أن يكون على بابى أربعة نفر لا يكون على بابى أعف منهم قيل له يا أمير المؤمنين من هم قال هم أركان الملك ولا يصلح الملك إلا بهم كما أن السرير لا يصلح إلا بأربع قوائم ان نقصت واحدة وهى أما أحدهم فقاض لا تأخذه في الله لومة لائم والآخر صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوى والثالث صاحب خراج يستقصى ولا يظلم الرعية فانى عن ظلمها غنى والرابع ثم عض على أصبعه السبابة ثلاث مرات يقول في كل مرة آه آه قيل له ومن هو يا أمير المؤمنين قال صاحب بريد يكتب بخبر هؤلاء على الصحة وقيل إن المنصور دعا بعامل من عماله قد كسر خراجه فقال له أدما عليك قال والله ما أملك شيئا ونادى المنادى أشهد أن لا إله إلا الله فقال يا أمير المؤمنين هب ما على لله ولشهادة أن لا إله إلا الله فخلى سبيله قال وولى المنصور رجلا من أهل الشأم شيئا من الخراج فأوصاه وتقدم إليه فقال ما أعرفني بما في نفسك الساعة يا أخا أهل الشأم تخرج من عندي الساعة فتقول الزم الصحة يلزمك العمل قال وولى رجلا من أهل العراق شيئا من خراج السواد فأوصاه وتقدم إليه فقال ما أعرفني بما في نفسك تخرج الساعة فتقول من عال بعدها فلا اجتبر اخرج عنى وامض إلى عملك فوالله لئن تعرضت لذلك لا بلغن من عقوبتك ما تستحقه قال فوليا له جميعا وصححا وناصحا * ذكر الصباح ابن عبد الملك الشيباني عن إسحاق بن موسى بن عيسى أن المنصور ولى رجلا من العرب حضرموت فكتب إليه والى البريد أنه يكثر الخروج في طلب الصيد ببزاة وكلاب قد أعدها فعزله وكتب إليه ثكلتك أمك وعدمتك عشيرتك ما هذه العدة التي أعددتها للنكاية في الوحش انا إنما استكفيناك أمور المسلمين ولم
(٣١٣)