بأكثر مما قلت وأما ما وصفت به أمير المؤمنين فإنه فضله الله بذلك وهو معينه على طاعته إن شاء الله وأما ما ذكرت من صاحبك فكذبت ولؤمت اخرج فلا يقبل ما ذكرت قال صدق أمير المؤمنين ووالله ما كذبت في صاحبي فاخرجوا فلما صاروا إلى آخر الايوان أمر برده مع أصحابه فقال ما ذكرت فكر عليه الكلام حتى كأنه كان في صحيفة يقرأه فقال له مثل القول الأول فأخرجوا حتى برزوا جميعا وأمر بهم فوقفوا ثم التفت إلى من حضر من مضر فقال هل تعرفون فيكم مثل هذا والله لقد تكلم حتى حسدته وما منعني أن أتم على رده الا أن يقال تعصب عليه لأنه ربعي وما رأيت كاليوم رجلا أربط جأشا ولا أظهر بيانا رده يا غلام فلما صار بين يديه أعاد السلام وأعاد أصحابه فقال له المنصور اقصد لحاجتك وحاجة صاحبك قال يا أمير المؤمنين معن بن زائدة عبدك وسيفك وسهمك رميت به عدوك فضرب وطعن ورمى حتى سهل ما حزن وذل ما صعب واستوى ما كان معوجا من اليمن فأصبحوا من خول أمير المؤمنين أطال الله بقاءه فإن كان في نفس أمير المؤمنين هنة من ساع أو واش أو حاسد فأمير المؤمنين أولى بالتفضل على عبده ومن أفنى عمره في طاعته فقبل وفادتهم وقبل العذر من معن وأمر بصرفهم إليه فلما صاروا إلى معن وقرأ الكتاب بالرضى قبل ما بين عينيه وشكر أصحابه وخلع عليهم وأجازهم على أقدارهم وأمرهم بالرحيل إلى منصور فقال مجاعة آليت في مجلس من وائل قسما * ألا أبيعك يا معن بأطماع يا معن إنك قد أوليتني نعما * عمت لجيما وخصت آل مجاع فلا أزال إليك الدهر منقطعا * حتى يشيد بهلكى هتفه الناعي قال وكانت نعم معن على مجاعة أته سأله ثلاث حوائج منها أنه كان يتعشق امرأة من أهل بيته سيدة يقال لها زهراء لم يتزوجها أحد بعد وكانت إذا ذكر لها قالت بأي شئ يتزوجني أبجبته الصوف أم بكسائه فلما رجع إلى معن كان أول شئ سأله أن يزوجه بها وكان أبوها في جيش معن فقال أريد زهراء وأبوها في عسكرك أيها الأمير فزوجه إياها على عشرة آلاف درهم وأمهرها من عنده
(٣١٢)