فخذ راحلة منها وخذ خمسين دينارا فأت بها الطالبي واقرأه السلام وقل له إن ابن عمك يسألك ان تحلله من ترويعه إياك وتركب هذه الراحلة وتأخذ هذه النفقة قال فلما أحس بي جعل يتعوذ بالله من شرى فلما أبلغته قال هو في حل ولا حاجة لي إلى الراحلة ولا إلى النفقة قال قلت إن أطيب لنفسه أن تأخذ ففعل قال ثم جئت إلى ابن جريج وإلى سفيان بن سعيد وعباد بن كثير فأبلغتهم ما قال قالوا هو في حل قال فقلت لهم يقول لكم لا يظهرن أحد منكم ما دام المنصور مقيما قال فلما قرب المنصور وجهني محمد بن إبراهيم بألطاف فلما أخبر المنصور أن رسول محمد بن إبراهيم قدم أمر بالإبل فضربت وجوهها قال فلما صار إلى بئر ميمون لقيه محمد ابن إبراهيم فلما أخبر بذلك أمر بدوابه فضربت وجوهها فعدل محمد فكان يسير في ناحية قال وعدل بأبي جعفر عن الطريق في الشق الأيسر فأنيخ به ومحمد واقف قبالته ومعه طبيب له فلما ركب أبو جعفر وسار وعديله الربيع أمر محمد الطبيب فمضى إلى موضع مناخ أبى جعفر فرأى نجوه فقال لمحمد رأيت نجو رجل لا تطول به الحياة فلما دخل مكة لم يلبث أن مات وسلم محمد (وفيها) شخص أبو جعفر من مدينة السلام متوجها إلى مكة وذلك في شوال فنزل فيما ذكر عند قصر عبدويه فانقض في مقامه هنالك كوكب لثلاث بقين من شوال بعد إضاءة الفجر فبقى أثره بينا إلى طلوع الشمس ثم مضى إلى الكوفة فنزل الرصافة ثم أهل منها بالحج والعمرة وساق معه الهدى وأشعره وقلده لأيام خلت من ذي القعدة فلما سار منازل من الكوفة عرض له وجعه الذي توفى منه (واختلف) في سبب الوجع الذي كانت منه وفاته فذكر عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن أبيه أنه كان يقول كان المنصور لا يستمرئ طعامه ويشكو ذلك إلى المتطببين ويسألهم أن يتخذوا له الجوارشنات فكانوا يكرهون ذلك ويأمرونه أن يقل من الطعام ويخبرونه أن الجوارشنات تهضم في الحال وتحدث من العلة ما هو أشد منه عليه حتى قدم عليه طبيب من أطباء الهند فقال له كما قال له غيره فكان يتخذ له سفوفا جوارشنا يابسا فيه الافاويه والأدوية الحارة فكان يأخذ فيهضم طعامه فأحمده قال فقال لي أبى قال
(٣٠٦)