موضوع المسألة فيما لو ستر الكسوف غيم مثلا، فإنه يصلي أداء - ثم قال -: ولو أخبرا بالكسوف في وقت مترقب فالأقرب أنهما ومن أخبراه بمثابة العالم " قلت: ويؤيده - مضافا إلى معلومية الرجوع إلى أهل الخبرة في كل ما لهم خبرة فيه بناء على أن المقام منه - جريان العادة بصدقهم، حتى أن المرتضى ومن تابعه مع شدة مبالغته في إنكار النجوم قال فيما حكي عنه: " إن الكسوفات واقترانات الكواكب وانفصالها من باب الحساب وتسيير الكواكب، وله أصول صحيحة وقواعد سديدة، وليس كذلك ما يدعونه من تأثير الكواكب في الخير والشر والنفع والضر، ولو لم يكن في الفرق إلا الإصابة الدائمة المتصلة في الكسوفات وما يجري مجراها فلا يكاد يبين فيها خطأ البتة وأن الخطأ الدائم المعهود في الأحكام الباقية حتى أن الصواب فيها عزيز وما يتفق فيها من الإصابة قد يتفق من المخمن أكثر منه، فحمل أحد الأمرين على الآخر بهت وقلة دين " قلت، وهو كذلك، فإنا لم نعثر في زماننا على خطأ لهم في أصل الكسوف في الجملة، بل ولا حكي لنا، نعم قد يتوقف في مقدار المكث، كما أنه قد يتوقف في تعيين الساعة التي يقع فيها الكسوف، لما تجده من الاختلاف فيه بينهم، وحينئذ تقل ثمرة الاعتماد عليهم إلا فيما اتفقوا عليه، والله أعلم.
هذا كله في الكسوفين (و) أما (الزلزلة) فظاهر الذكرى كالمنظومة الاجماع عليه فيها، بل في الخلاف والتذكرة الاجماع عليه صريحا، بل ظاهر المتن عدم الخلاف فيه، ولعله كذلك، إذ اقتصار أبي الصلاح على الكسوفين وابني الجنيد وزهرة على المخوف السماوي والمبسوط على الكسوفين والرياح المخوفة والظلمة الشديدة لا صراحة فيه بالخلاف، بل في الذكرى استظهار اندراجها في المخوف السماوي، إذ لعل النسبة إلى السماء باعتبار كون البعض فيها، أو المراد خالق السماء، لاطلاق نسبته إلى الله تعالى كثيرا أو غير ذلك، كما أن من المحتمل إرادة المثال مما في المبسوط، وإلا كان محجوجا