الروح الأمين (1) وليس للمسلمين عيد بعد يوم غدير خم أولى منه (2) بل هو أعظم عند الله من يومي الفطر والأضحى، وفيه خمس خصال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيه أحد شيئا إلا أعطاه إياه ما لم يسأل محرما، وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبل ولا شجر إلا وهو يشفق من يوم الجمعة أن تقوم القيامة فيه (3) عظمه الله تبارك وتعالى وعظمه محمد (صلى الله عليه وآله) (4) وكلام الطير فيه إذا لقي بعضها بعضا سلام سلام يوم صالح (5) وهو الذي جمع الله فيه الخلق لولاية محمد (صلى الله عليه وآله) ووصيه في الميثاق، ولذا وغيره سماه الجمعة (6) ولا تركد فيه الشمس كما تركد في غيره لعذاب أرواح المشركين، فيرفع الله عنهم العذاب فيه لفضله (7) وهو اليوم الأزهر وليلته الغراء (8) بل هما أربع وعشرون ساعة لله عز وجل في كل ساعة منها ستمائة ألف عتيق من النار (9) وفيه يخرج قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) كما أن فيه تقوم القيامة (10) ويؤذن للحور العين فيشرفن على الدنيا فيقلن أين الذين يخطبوننا إلى ربنا (11) وفيه تفتح أبواب السماء لصعود أعمال العباد، وفيه تزخرف الجنان وتزين لمن أتاها (12) وإذا كان حيث يبعث الله العباد أتى بالأيام يعرفها الخلائق باسمها وحليتها يقدمها يوم الجمعة له نور ساطع يتبعه سائر الأيام كأنه عروس كريمة ذات دثار تهدي إلى ذي حلم ويسار، ثم يكون شاهدا وحافظا لمن يسارع إلى الجمعة (13) وإذا كانت عشية الخميس وليلة الجمعة نزلت ملائكة من السماء معها أقلام الذهب وصحف الفضة لا يكتبون عشية
(١٣١)