وكتاب أنساب نصر (4) بن قعين وأيامهم وأشعارهم - هو مهارته في التاريخ.
وقد ذكر في ترجمة بعض الرجال كتاب التاريخ كابن عقدة وغيره، وفي ترجمة هشام بن الحكم قد ذكر كتابا يتعلق بالتاريخ (1)، ولم يظهر الاستطراد المذكور من الشيخ في التراجم، بل ليس منه أثر في كلماته بلا شبهة، ولم يذكر في ترجمته كتاب في التاريخ.
ولو لم يكن مرجع علم الرجال إلى علم التاريخ، فلا أقل من استمداد علم الرجال من علم التاريخ، وتقوية علم التاريخ لعلم الرجال، فالتعارض بين كلام النجاشي وكلام الشيخ من باب التعارض بين كلام من كان خاليا عن علم التاريخ أعني الشيخ، ومن كان حاويا له أعني النجاشي، وبعبارة أخرى: من كان جاهلا بعلم التاريخ ومن كان عالما به.
فيكون الظن في جانب قول النجاشي أقوى؛ لقوة الظن باطلاعه على حال الرجل، وعدم اشتباهه رجلا برجل. وبوجه زيادة مهارة الشيخ في فن توجب زيادة الوثوق بكلامه. وكذا الحال لو كانت زيادة المهارة في الفن بالاطلاع على فن آخر يستمد ذلك الفن منه، وقد ثبت بما تقدم زيادة مهارة النجاشي في الرجال، سواء كان مرجع علم الرجال إلى علم التاريخ أو كان مستمدا منه، فالظن في جانب قول النجاشي أقوى.
إلا أن التعبير بالأقوى هنا وفي سائر موارد التعارض من باب المسامحة؛ لعدم حصول الظن بالنقيضين، وإنما يصير الظن في جانب أحد المتعارضين، ويصير الآخر موهوما، فيصير كلام الشيخ في قبال كلام النجاشي من باب الموهوم.
وقد أشار السيد السند النجفي إلى الوجه المذكور فيما ذكره من أن علم الرجال يستمد من علم الأنساب والآثار والقبائل والأمصار، وهذا مما عرف