كما أن التعهد - الذي وقع في كلام المحقق الرشتي (1) وتبعه شيخنا الأستاذ (2) قائلا: إنه لا يعقل جعل العلاقة بين الامرين اللذين لا علاقة بينهما أصلا، والذي يمكن تعقله هو أن يلتزم الواضع أنه متى أراد وتعقله وأراد إفهام الغير تكلم بلفظ كذا - أيضا متأخر عن الجعل والتعيين لان هذا التعهد هو الالتزام بالعمل بالوضع لا نفسه، و ما قال: من أنا لا نعقل جعل العلاقة، هو حق إذا كان الوضع جعل العلاقة الواقعية، وأما إذا كان عمل الواضع تعيين اللفظ للمعنى فهو بمكان من الامكان، بل الواقع كذلك وجدانا، بل ربما يكون الواضع غير المستعمل، فيكون الوضع للغير، ويكون الواضع غافلا عن هذا الالتزام التعليقي، فالاختصاص والربط والتعهد كلها غير حقيقة الوضع.
(٥٨)