وكان - هذا العامل المزدوج سببا في انتقال العلم من جبل عامل إلى أصفهان عاصمة الدولة الصفوية.
جبل عامل (1):
جبل عامل منطقة عريقة في التشيع والولاء لأهل البيت عليهم السلام، وتعود جذور التشيع في هذه المنطقة إلى أيام ابعاد الصحابي الجليل أبي ذر رحمه الله من المدينة إلى الشام بأمر من الخليفة عثمان بن عفان، وتوجد حتى هذا اليوم مساجد ينسبها الناس إلى هذا الصحابي الجليل.
يقول القاضي نور الله التستري الشهيد الثالث رحمه الله: جبل عامل ولاية من أعمال الشام معمور مشهور مشتمل على قرى وبلاد، تنبو عن الحصر.
وبالجملة تجلي أنوار الرحمة الإلهية شامل لأهل جبل عامل ونور المحبة من نواصي أعيانهم ظاهر، ولا يوجد قرية من قراه لم يخرج منها جماعة من الفقهاء والفضلاء الإمامية، وجميع أهله من الخواص والعوام والرضيع والشريف يجدون في تعليم وتعلم المسائل الاعتقادية والأحكام الفرعية على طبق مذهب الإمامية وفي التقوى والمروءة والقناعة يقتدون بطريقة مولاهم المرضية (2).
ولجبل عامل علاقة ثقافية وفكرية قديمة وعريقة بالعراق، فقد كان الناس يوفدون أبناءهم لدراسة الفقه إلى بغداد على يد فقهاء العراق.
ولما انتقل الفقه من بغداد إلى الحلة بعد سقوط الدولة العباسية أقبل طلبة جبل عامل إلى الحلة لتلقي العلم من فقهاء الحلة.