تاريخ فقه أهل البيت عليهم السلام العلامة الشيخ محمد مهدي الآصفي بسم الله الرحمن الرحيم مما يؤسف له أن (الفقه الشيعي) لم يؤرخ من قبل الباحثين إلى حد اليوم بصورة منهجية كاملة، ومن تحدث عن تاريخ تكامل هذا الفقه وتطور الكتابة الفقهية لم يتجاوز ترجمة الفقهاء وتصنيف طبقات المحدثين. ولم يظهر لحد الآن تصنيف لعصور هذا الفقه ومراكزه العلمية ومدارسه الفقهية على امتداد خط التاريخ الاسلامي، وبيان ملامح هذه المدارس وما تمتاز به كل مدرسة على سابقتها، مما تجعلها مدارس متعاقبة ومتوالية في التكامل والنمو.
ولم يبحث أحد من الدارسين كيف تطور هذا الفقه من مستوى المجموعات الحديثية، والأصول الأربعمائة إلى مستوى " الحدائق الناضرة " و " جواهر الكلام ".
وهذه مسألة مهمة تحتاج إلى كثير من العناية والدراسة، ولا أدعي أنني سوف أتوفر على تقديمها في هذه العجالة، ولا إنني أستطيع بهذه الدراسة أن أفتح الطريقة لغيري، غير أنني أرجو أن ينهض بهذا العبء علماء وباحثون يولون هذا الأمر ما يستحق من العناية والاهتمام ويثرون المكتبة الفقهية بمثل هذه الدراسة الضرورية.
ولتطور المدرسة الفقهية عند الشيعة تاريخ طويل، كما يكون ذلك لأية ظاهرة اجتماعية أخرى، وكما يكون ذلك لأي كائن حي.