سيئاتهم حسنات، هم أهل ركوع وخشوع وسجود، وقيام وصيام، هم الفقهاء العلماء، هم أهل الدين والولاية والعبادة، وحسن العبادة (1).
وكانت الري في هذا التاريخ بلدة عامرة بالمدارس والمكاتب وحافلة بالعلماء والفقهاء والمحدثين (2).
وقد كان أحد أسباب انتقال مدرسة أهل البيت من العراق إلى إيران هو المعاملة القاسية التي كان يلاقيها فقهاء الشيعة وعلماؤهم من العباسيين، فقد كانوا يطاردون من يعرف بولائه لأهل البيت عليهم السلام بمختلف ألوان الأذى والتهمة. فالتجأ فقهاء الشيعة وعلماؤها إلى قم وري، ووجدوا في هاتين البلدتين ركنا آمنا يطمئنون إليه لنشر فقه أهل البيت عليهم السلام وحديثهم.
ويظهر أن قم أو أن عصر الغيبة وعهد نيابة النواب الأربعة كانت حافلة بعلماء الشيعة وفقهائها، ومركزا فقهيا كبيرا من مراكز البحث الفقهي.
يقول الشيخ في كتاب الغيبة: أنفذ الشيخ حسين بن روح - رضي الله تعالى عنه - كتاب التأديب إلى قم، وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم::
انظروا ما في هذا الكتاب، وانظروا هل فيه شئ يخالفكم؟ (3).
وهذه الرواية التاريخية تدل على أن قم كانت في عهد حسين بن روح مركزا فقهيا حافلا بالفقهاء بحيث يراجعها الشيخ حسين بن روح نائب الإمام الخاص عجل الله تعالى فرجه ويعرض عليهم رسالة التأديب لينظروا فيها.
ووصفها الحسن بن محمد بن الحسن القمي المتوفى سنة 378 - وهي من الفترة التي نتحدث عنها - في كتاب خاص ننقل عناوين أبواب منه ليلمس