فإن تكريس الحركة الأخبارية يكون عل حساب مؤسسة الاجتهاد، والجهة المستفيدة من ذلك هو الجهة الرسمية في الدولة الصفوية التي بدأت تتضايق من سعة دائرة نفوذ الفقهاء في الدولة الصفوية، ومع احترامنا لرجال هذه الحركة وفقهائها وهم نخبة من خيرة فقهائنا ورجالنا لا نستبعد هذا التحليل، فإننا عندما نستعرض تاريخ الصفويين نلمس هذا التناقض الغريب في تكوين النظام الصفوي.
فقد قام النظام الصفوي باسم الدعوة إلى التشيع، واستفاد من هذه الدعوة واكتسب قوته من ذلك. وانتشر التشيع في إيران بهذا النظام، واستقدم النظام فقهاء الشيعة من جبل عامل لنشر التشيع وتفقيه أجهزة الدولة وحركة المجتمع العامة، ولكن هذا النظام في نفس الوقت لم يكن يحب لم أن يسمح بظهور قوة جديدة في الساحة تزاحمه. ولما تحولت المؤسسة الفقهية إلى قوة وسلطة زمنية تتحكم في شؤون الدولة والمجتمع بدا النظام الصفوي يتضايق من هذه الظاهرة.
ومن هذا المنطلق لا نستبعد أن يكون الحكم الصفوي فكر في دعم وتكريس الحركة الأخبارية والاستفادة منها دون أن يعني ذلك مصادرة البواعث والمنطلقات الفقهية لهذه الحركة والتي لا يمكن التشكيك فيها أو ربطها بالعجلة السياسية.
إلا أن هذه الحركة رغم هذا التحليل لم تمتد في إيران كثيرا، وإنما تكرست وتوسعت في البحرين، ثم انطلقت منها إلى كربلاء، وازدهرت هذه الحركة وانتعشت في كربلاء، ثم أخذت تنحسر بالتدريج بفعل المواجهة التي قام بها وصعدها الوحيد البهبهاني في كربلاء.
الأصول الفكرية للحركة الأخبارية:
كما ذكرنا من قبل يدعي الأخباريون أن خطهم الفكري في استنباط