والد السيد محمد - السيد علي نور الدين الكبير - والمولى الشيخ عبد الله اليزدي، ثم رحلا معا إلى النجف، ورجعا إلى جبع، وكانت بينهما ألفة ومودة، وكان كل واحد منهما إذا كتب شيئا أرسل ما كتبه إلى الآخر لينظر فيه، ويبدي ملاحظاته عليه، وكانا يصليان معا في مسجد من مساجد جبع فأيهما بلغ المسجد بعد صاحبه كان يأتم به...
وتوفي صاحب. " المدارك " قبل صاحب " المعالم " بمدة قصيرة (بقدر ما بينهما من تفاوت في العمر) وكانا متقاربين في السن، ففجع صاحب " المعالم " بوفاة ابن أخته رفيق العمر وزميل الدراسة والتحصيل، وكتب على قبره " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " (1).
وكتب على قبره أبياتا هي:
لهفي لرهن ضريح صار كالعلم للجود والمجد والمعروف والكرم قد كان للدين شمسا يستضاء به (محمد) ذو المزايا طاهر الشيم سقى ثراه وهناه الكرامة والريحان والروح طرا بارئ النسم مدرسة كرك نوح كرك نوح مدينة صغيرة جنوب جبل لبنان وفيها قبر ينسب إلى نبي الله نوح عليه السلام، وهذه المدينة ليست من جبل عامل إلا أنها قريبة منها، وتغلب على علمائها النسبة إلى جبل عامل.
وفي هذه القرية مدرسة فقهية من أكثر المدارس الفقهية خصوبة وعراقة في جبل عامل ولبنان. نشأ فيها وتخرج منها في القرن العاشر الهجري والقرن