من فطاحل الاعلام ورجال الفكر.
ولكي نلمس أثر هذا العصر وفقهائه في تطوير مناهج البحث الفقهي نستعرض بايجاز تراجم بعض رجال هذه المدرسة:
1 - المحقق الحلي:
نجم الدين أبو القاسم جعفر بن سعيد الحلي رائد مدرسة الحلة الفقهية ومن كبار فقهاء الشيعة.
قال عنه تلميذه ابن داود: الإمام العلامة واحد عصره. كان ألسن أهل زمانه، وأقومهم بالحجة وأسرعهم استحضارا (1).
كان مجلسه يزدحم بالعلماء والفضلاء ممن كانوا يقصدونه للاستفادة من حديثه والاستزادة من علمه (2).
وحضر المحقق الطوسي يوما مجلس درسه من بغداد، فأراد المحقق الحلي أن يتوقف عن التدريس، احتراما لوروده فالتمس منه الطوسي أن يستمر في درسه.
وكان بحث المحقق في القبلة، فجرى الحديث عن مسألة استحباب التياسر في قبلة أهل العراق، فاعترض الطوسي على المحقق بأن الاستحباب لا معنى له، إذ التياسر إن كان من القبلة فحرام، وإن كان إلى القبلة فواجب.
فأجاب المحقق: من القبلة إلى القبلة. فسكت المحقق الطوسي.
فلما رجع إلى بغداد كتب المحقق الحلي له رسالة لطيفة في تحقيق المسألة استحسنها المحقق الطوسي.
وقد أورد الرسالة الشيخ أحمد بن فهد في " المهذب " بتمامها (3).