الرابع عشر الشأن، ومنه - وما أمر فرعون برشيد - هكذا أورد هذه المعاني بأطول من هذا بعض المفسرين وليس تحت ذلك كثير فائدة، وإطلاقه على الأمور المختلفة لصدق اسم الأمر عليها. وقوله (فإنما يقول له كن فيكون) الظاهر في هذا المعنى الحقيقي، وأنه يقول سبحانه هذا اللفظ، وليس في ذلك مانع ولا جاء ما يوجب تأويله، ومنه قوله تعالى - إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون - وقال تعالى - إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون - وقال - وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر - ومنه قول الشاعر:
إذا ما أراد الله أمرا فإنما * يقول له كن قوله فيكون وقد قيل إن ذلك مجاز، وأنه لا قول وإنما هو قضاء يقضيه، فعبر عنه بالقول، ومنه قول الشاعر، وهو عمر ابن حممة الدوسي:
فأصبحت مثل النسر طار فراخه * إذا رام تطيارا يقال له قع وقال آخر: قالت جناحاه لساقيه الحقا * ونجيا لحكمكما أن يمزقا والمراد بقوله (وقال الذين لا يعلمون) اليهود، وقيل النصارى، ورجحه ابن جرير لأنهم المذكورون في الآية، وقيل مشركو العرب، و (لولا) حرف تحضيض: أي هلا (يكلمنا الله) بنبوة محمد فنعلم أنه نبي (أو تأتينا) بذلك علامة على نبوته. والمراد بقوله (قال الذين من قبلهم) قيل هم اليهود والنصارى في قول من جعل الذين لا يعلمون كفار العرب، أو الأمم السالفة في قول من جعل الذين لا يعلمون اليهود والنصارى، أو اليهود في قول من جعل الذي لا يعلمون النصارى (تشابهت) أي في التعنت والاقتراح، وقال الفراء (تشابهت) في اتفاقهم على الكفر (قد بينا الآيات لقوم يوقنون) أي يعترفون بالحق وينصفون في القول ويذعنون لأوامر الله سبحانه لكونهم مصدقين له سبحانه مؤمنين بآياته متبعين لما شرعه لهم.
وقد أخرج البخاري من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال الله تعالى " كذبني ابن آدم وشتمني، فأما تكذيبه إياي فيزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا ". وأخرج نحوه أيضا من حديث أبي هريرة، وفي الباب أحاديث. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (سبحان الله) قال: تنزيه الله نفسه عن السوء. وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن موسى بن طلحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سئل عن التسبيح أن يقول الإنسان: سبحان الله، قال: برأه الله من السوء. وأخرجه الحاكم وصححه ابن مردويه والبيهقي من طريق طلحة بن يحيى بن طلحة عن أبيه عن جده طلحة بن عبيد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن تفسير سبحان الله، فقال: هو تنزيه الله من كل سوء. وأخرجه ابن مردويه عنه من طريق أخرى مرفوعا. وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية والصياء في المختارة عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة ". وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله (كل له قانتون) قال مطيعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله (بديع السماوات والأرض يقول: ابتدع خلقهما ولم يشركه في خلقهما أحد. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا محمد إن كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله