حين ابتدأهم بها والله أعلم. وقد روى أبو داود عن يزيد بن محمد عن عبد الرزاق بن عمر - وقال كان من ثقات المسلمين من المتعبدين - عن مدرك بن سعد قال يزيد شيخ ثقة عن يونس بن ميسرة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: " من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات إلا كفاه الله ما أهمه "، وقد رواه ابن عساكر في ترجمة عبد الرزاق عن عمر هذا من رواية أبى زرعة الدمشقي عنه عن أبي سعد مدرك بن أبي سعد الفزاري عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أم الدرداء سمعت أبا الدرداء يقول " ما من عبد يقول حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات صادقا كان بها أو كاذبا إلا كفاه الله ما أهمه " وهذه زيادة غريبة ثم رواه في ترجمة عبد الرزاق أبي محمد عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق عن جده عبد الرزاق بن عمر بسنده فرفعه فذكر مثله بالزيادة وهذا منكر والله أعلم. آخر تفسير سورة براءة ولله الحمد والمنة.
سورة يونس بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب الحكيم (1) أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين (2) أما الحروف المقطعة في أوائل السور فقد تقدم الكلام عليها في أوائل سورة البقرة وقال أبو الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى " الر " أي أنا الله أرى. وكذلك قال الضحاك وغيره " تلك آيات الكتاب الحكيم " أي هذه آيات القرآن المحكم المبين وقال مجاهد " الر تلك آيات الكتاب الحكيم " (1) وقال الحسن التوراة والزبور وقال قتادة " تلك آيات الكتاب " قال الكتب التي كانت قبل القرآن. وهذا القول لا أعرف وجهه ولا معناه. وقوله " أكان للناس عجبا " الآية. يقول تعالى منكرا على من تعجب من الكفار من إرسال المرسلين من البشر كما أخبر تعالى عن القرون الماضين من قولهم " أبشر يهدوننا " وقال هود وصالح لقومهما " أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم " وقال تعالى مخبرا عن كفار قريش أنهم قالوا " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب " وقال الضحاك عن ابن عباس لما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم فقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد قال فأنزل الله عز وجل " أكان للناس عجبا " الآية. وقوله " أن لهم قدم صدق عند ربهم " اختلفوا فيه فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق " يقول سبقت لهم السعادة في الذكر الأول وقال العوفي عن ابن عباس " أن لهم قدم صدق عند ربهم " يقول أجرا حسنا بما قدموا وكذا قال الضحاك والربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهذا كقوله تعالى " لينذر بأسا شديدا " الآية. وقال مجاهد " أن لهم قدم صدق عند ربهم " قال الأعمال الصالحة صلاتهم وصومهم وصدقتهم وتسبيحهم قال: ومحمد صلى الله عليه وسلم يشفع لهم وكذا قال زيد بن أسلم ومقاتل بن حيان وقال قتادة سلف صدق عند ربهم واختار ابن جرير قول مجاهد أن الأعمال الصالحة التي قدموها كما يقال له قدم في الاسلام كقول حسان:
لنا القدم العليا إليك وخلفنا * لأولنا في طاعة الله تابع وقول ذي الرمة:
لكم قدم لا ينكر الناس إنها * مع الحسب العادي طمت على البحر