حدثنا المطعم بن المقدام الصنعاني عن الحسن بن أبي الحسن أنه قال لابن الحنظلية يعني سهلا حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها ومن ربط فرسا في سبيل الله كانت النفقة عليها كالماد يده بالصدقة لا يقبضها " والأحاديث الواردة في فضل ارتباط الخيل كثيرة. وفي صحيح البخاري عن عروة ابن أبي الجعد البارقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الاجر والمغنم ".
وقوله " ترهبون " أي تخوفون " به عدو الله وعدوكم " أي من الكفار " وآخرين من دونهم " قال مجاهد يعني بني قريظة وقال السدي: فارس وقال سفيان الثوري قال ابن يمان هم الشياطين التي في الدور وقد ورد حديث بمثل ذلك. قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي حدثنا أبو حياة يعني شريح بن يزيد المقري حدثنا سعيد بن سنان عن ابن غريب يعني يزيد بن عبد الله بن غريب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في قول الله تعالى " وآخرين من دونهم لا تعلمونهم " قال هم الجن. ورواه الطبراني عن إبراهيم بن دحيم عن أبيه عن محمد بن شعيب عن سنان بن سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد الله بن غريب به وزاد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يخبل بيت فيه عتيق من الخيل ". وهذا الحديث منكر لا يصح إسناده ولا متنه وقال مقاتل بن حيان وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم هم المنافقون وهذا أشبه الأقوال ويشهد له قوله تعالى " وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم " وقوله " وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " أي مهما أنفقتم في الجهاد فإنه يوفى إليكم على التمام والكمال ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أبو داود أن الدرهم يضاعف ثوابه في سبيل الله إلى سبعمائة ضعف كما تقدم في قوله تعالى " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم " وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثنا أبي عن أبيه حدثنا الأشعث بن إسحاق عن جعفر بن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر أن لا يتصدق إلا على أهل الاسلام حتى نزلت " وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم " فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين وهذا أيضا غريب.
* وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم (61) وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين (62) وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم (63) يقول تعالى إذا خفت من قوم خيانة فانبذ إليهم عهدهم على سواء فإن استمروا على حربك ومنابذتك فقاتلهم " وإن جنحوا " أي مالوا " للسلم " أي المسالمة والمصالحة والمهادنة " فاجنح لها " أي فمل إليها واقبل منهم ذلك ولهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع سنين أجابهم إلى ذلك مع ما اشترطوا من الشروط الأخر. وقال عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثني فضيل بن سليمان يعني النميري حدثنا محمد بن أبي يحيى عن إياس بن عمرو الأسلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه سيكون اختلاف أو أمر فإن استطعت أن يكون السلم فافعل " وقال لمجاهد نزلت في بني قريظة وهذا فيه نظر لان السياق كله في وقعة بدر وذكرها مكتنف لهذا كله وقال ابن عباس ومجاهد وزيد بن أسلم وعطاء الخراساني وعكرمة والحسن وقتادة: إن هذه الآية منسوخة بآية السيف في براءة " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر " الآية. وفيه نظر أيضا لان آية براءة