الأحبار ومجاهد وعطاء في رواية وسعيد بن جبير وبه قال الكوفيون. قال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا بشر بن الفضل حدثنا سعيد عن قتادة أن سعيد بن المسيب حدثه عن أبي هريرة أنه سئل عن لحم صيد صاده حلال أيأكله المحرم؟ قال فأفتاهم بأكله ثم لقي عمر بن الخطاب فأخبره بما كان من أمره فقال لو أفتيتهم بغير هذا لأوجعت لك رأسك وقال آخرون لا يجوز أكل الصيد للمحرم بالكلية ومنعوا من ذلك مطلقا لعموم هذه الآية الكريمة. قال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس وعبد الكريم عن ابن أبي آسية عن طاوس عن ابن عباس أنه كره أكل الصيد للمحرم. وقال هي مبهمة يعني قوله " وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما " قال وأخبرني معمر عن الزهري عن ابن عمر أنه كان يكره للمحرم أن يأكل من لحم الصيد على كل حال قال معمر: وأخبرني أيوب عن نافع عن ابن عمر مثله قال ابن عبد البر وبه قال طاوس وجابر بن زيد وإليه ذهب الثوري وإسحاق بن راهويه في رواية وقد روي نحوه عن علي بن أبي طالب رواه ابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن عليا كره أكل لحم الصيد للمحرم على كل حال وقال مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه في رواية والجمهور إن كان الحلال قد قصد المحرم بذلك الصيد لم يجز للمحرم أكله لحديث الصعب بن جثامة أنه أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالابواء أو بودان فرده عليه فلما رأى ما في وجهه قال " إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم " وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وله ألفاظ كثيرة قالوا فوجهه أن النبي صلى الله عليه وسلم ظن أن هذا إنما صاده من أجله فرده لذلك فأما إذا لم يقصده بالاصطياد فإنه يجوز له الاكل منه لحديث أبي قتادة حين صاد حمار وحش وكان حلالا لم يحرم وكان أصحابه محرمين فتوقفوا في أكله ثم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " هل كان منكم أحد أشار إليها أو أعان في قتلها؟ " قالوا لا قال " فكلوا " وأكل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه القصة ثابتة أيضا في الصحيحين بألفاظ كثيرة.
وقال الإمام أحمد: حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قتيبة في حديثه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صيد البر لكم حلال قال سعيد - وأنتم حرم - ما لم تصيدوه أو يصد لكم وكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي جميعا عن قتيبة وقال الترمذي لا نعرف للمطلب سماعا من جابر ورواه الإمام محمد بن إدريس الشافعي - رضي الله عنه - من طريق عمرو بن أبي عمرو عن مولاه المطلب عن جابر ثم قال: وهذا أحسن حديث روي في هذا الباب وأقيس. وقال مالك - رضي الله عنه - عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عثمان بن عفان بالعرج وهو محرم في يوم صائف قد غطى وجهه بقطيفة أرجوان ثم أتي بلحم صيد فقال لأصحابه كلوا فقالوا: أولا تأكل أنت فقال إني لست كهيئتكم إنما صيد من أجلي.
قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون (100) يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسئلوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم (101) قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين (102) يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (قل) يا محمد " لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك " أي يا أيها الانسان " كثرة الخبيث " يعني أن القليل الحلال النافع خير من الكثير الحرام الضار كما جاء في الحديث " ما قل وكفى خير مما كثر وألهى " وقال أبو القاسم البغوي في معجمه: حدثنا أحمد بن زهير حدثنا الحوطي حدثنا محمد بن شعيب حدثنا معان بن رفاعة عن أبي عبد الملك - علي بن يزيد - عن القاسم أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري قال:
يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال النبي صلى الله عليه وسلم " قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه " (فاتقوا الله يا أولي