فنظرت فوقي فإذا أنا برعد وبرق وصواعق " وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء أكلة الربا فلما نزلت إلى السماء الدنيا فنظرت إلى أسفل مني فإذا أنا برهج ودخان وأصوات فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال هؤلاء الشياطين يحومون على أعين بني آدم أن لا يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض ولولا ذلك لرأوا العجائب " علي بن زيد بن جدعان له منكرات. ثم قال تعالى:
من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون (186) يقول تعالى من كتب عليه الضلالة فإنه لا يهديه أحد ولو نظر لنفسه فيما نظر قاله لا يجزي عنه شيئا " ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا " وكما قال تعالى " قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ".
يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون (187) يقول تعالى " يسألونك عن الساعة " كما قال تعالى " يسألك الناس عن الساعة " قيل نزلت في قريش وقيل في نفر من اليهود والأول أشبه لان الآية مكية وكانوا يسألون عن وقت الساعة استبعادا لوقوعها وتكذيبا بوجودها كما قال تعالى " ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " وقال تعالى " يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد " وقوله " أيان مرساها " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس منتهاها أي متى محطها وأيان آخر مدة الدنيا الذي هو أول وقت الساعة " قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو " أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن وقت الساعة أن يرد علمها إلى الله تعالى فإنه هو الذي يجليها لوقتها أي يعلم جلية أمرها ومتى يكون على التحديد لا يعلم ذلك إلا هو تعالى ولهذا قال " ثقلت في السماوات والأرض " قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله " ثقلت في السماوات والأرض " قال ثقل علمها على أهل السماوات والأرض أنهم لا يعلمون. قال معمر قال الحسن: إذا جاءت ثقلت على أهل السماوات والأرض يقول كبرت عليهم وقال الضحاك عن ابن عباس في قوله " ثقلت في السماوات والأرض " قال ليس شئ من الخلق إلا يصيبه من ضرر يوم القيامة وقال ابن جريج " ثقلت في السماوات والأرض " قال إذا جاء انشقت السماء. وانتثرت النجوم وكورت الشمس وسيرت الجبال وكان ما قاله الله عز وجل فذلك ثقلها واختار ابن جرير رحمه الله أن المراد ثقل علم وقتها على أهل السماوات والأرض كما قال قتادة وهو كما قالاه كقوله " لا تأتيكم إلا بغتة " ولا ينفي ذلك ثقل مجيئها على أهل السماوات والأرض والله أعلم. وقال السدي " ثقلت في السماوات والأرض " يقول خفيت في السماوات والأرض فلا يعلم قيامها حين تقوم ملك مقرب ولا نبي مرسل " لا تأتيكم إلا بغتة " يبغتهم قيامها تأتيهم على غفلة. وقال قتادة في قوله تعالى " لا تأتيكم إلا بغتة " قضى الله أنها " لا تأتيكم إلا بغتة " قال وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول " إن الساعة تهيج بالناس والرجل يصلح حوضه والرجل يسقي ماشيته والرجل يقيم سلعته في السوق ويخفض ميزانه ويرفعه " وقال البخاري: حدثنا أبو اليمان أنبأنا شعيب أنبأنا أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها " وقال مسلم في