قتل ظبيا أو نحوه فعليه شاة تذبح بمكة فإن لم يجد فإطعام ستة مساكين فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فإن قتل إيلا أو نحوه فعليه بقرة فإن لم يجد أطعم عشرين مسكينا فإن لم يجد صام عشرين يوما وإن قتل نعامة أو حمار وحش أو نحوه فعليه بدنة من الإبل فإن لم يجد أطعم ثلاثين مسكينا فإن لم يجد صام ثلاثين يوما. رواه ابن أبي حاتم وابن جرير وزاد: الطعام مد مد يشبعهم وقال جابر الجعفي عن عامر الشعبي وعطاء ومجاهد " أو عدل ذلك صياما " قالوا إنما الطعام مد مد لمن لا يبلغ الهدى. رواه ابن جرير وكذا روى ابن جريج عن مجاهد وأسباط عن السدي أنها على الترتيب. وقال عطاء وعكرمة ومجاهد في رواية الضحاك وإبراهيم النخعي هي على الخيار وهي رواية الليث عن مجاهد عن ابن عباس واختار ذلك ابن جرير - رحمه الله - وقوله " ليذوق وبال أمره " أي أوجبنا عليه الكفارة ليذوق عقوبة فعله الذي ارتكب فيه المخالفة " عفا الله عما سلف " أي في زمان الجاهلية لمن أحسن في الاسلام واتبع شرع الله ولم يرتكب المعصية ثم قال " ومن عاد فينتقم الله منه " أي ومن فعل ذلك بعد تحريمه في الاسلام وبلوغ الحكم الشرعي إليه " فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام ".
قال ابن جريج قلت لعطاء ما " عفا الله عما سلف "؟ قال عما كان في الجاهلية قال: قلت وما " ومن عاد فينتقم الله منه " قال: ومن عاد في الاسلام فينتقم الله منه وعليه مع ذلك الكفارة قال: قلت فهل في العود من حد تعلمه قال لا قال: قلت فترى حقا على الامام أن يعاقبه؟ قال لا هو ذنب أذنبه فيما بينه وبين الله عز وجل ولكن يفتدي ورواه ابن جرير وقيل معناه فينتقم الله منه بالكفارة قاله سعيد بن جبير وعطاء ثم الجمهور من السلف والخلف على أنه متى قتل المحرم الصيد وجب الجزاء ولا فرق بين الأولى والثانية والثالثة وإن تكرر ما تكرر سواء الخطأ في ذلك والعمد وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال من قتل شيئا من الصيد خطأ وهو محرم يحكم عليه فيه كلما قتله فإن قتله عمدا يحكم عليه فيه مرة واحدة فإن عاد يقال له: ينتقم الله منك كما قال الله عز وجل وقال ابن جرير حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيي بن سعيد وابن أبي عدي جميعا عن هشام هو ابن حسان عن عكرمة عن ابن عباس فيمن أصاب صيدا يحكم عليه ثم عاد قال لا يحكم عليه ينتقم الله منه وهكذا قال شريح ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن البصري وإبراهيم النخعي رواهن ابن جرير ثم اختار القول الأول وقال ابن أبي حاتم حدثنا العباس بن يزيد العبدي حدثنا المعتمر بن سليمان عن زيد أبي المعلى عن الحسن البصري أن رجلا أصاب صيدا فتجوز عنه ثم عاد فأصاب صيدا آخر فنزلت نار من السماء فأحرقته فهو قوله " من عاد فينتقم الله منه " وقال ابن جرير في قوله " والله عزيز ذو انتقام " يقول عز ذكره والله منيع في سلطانه لا يقهره قاهر ولا يمنعه من الانتقام ممن انتقم منه ولا من عقوبة من أراد عقوبته مانع لان الخلق خلقه والامر أمره له العزة والمنعة وقوله " ذو انتقام " يعني أنه ذو معاقبة لمن عصاه على معصيته إياه.
أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون (96) * جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدى والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شئ عليم (97) اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم (98) ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون (99) قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس في رواية عنه وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وغيرهم في قوله تعالى " أحل لكم صيد البحر " يعني ما يصطاد منه طريا " وطعامه " ما يتزود منه مليحا يابسا وقال ابن عباس في الرواية المشهورة عنه صيده ما أخذ منه حيا " وطعامه " ما لفظه ميتا وكذا روي عن أبي بكر الصديق وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو وأبي