علي مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها. قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بيده هكذا يحركها. وأخرج عبد الصمد يده كالمتعجب " ما على عثمان ما عمل بعد هذا " وقال عبد الله أيضا حدثنا هارون بن معروف حدثنا ضمرة حدثنا عبد الله بن شوذب عن عبد الله بن القاسم عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة عن عبد الرحمن بن سمرة قال:
جاء عثمان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حتى جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة قال فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقلبها بيده ويقول " ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم " يرددها مرارا وقال قتادة في قوله تعالى " ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم " الآية ما ازداد قوم في سبيل الله بعدا من أهليهم إلا ازدادوا قربا من الله.
* وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (122) هذا بيان من الله تعالى لما أراد من نفير الاحياء مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فإنه قد ذهبت طائفة من السلف إلى أنه كان يجب النفير على كل مسلم إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال تعالى " انفروا خفافا وثقالا " وقال " ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب " الآية قال فنسخ ذلك بهذه الآية وقد يقال إن هذا بيان لمراده تعالى من نفير الاحياء كلها وشر ذمة من كل قبيلة إن لم يخرجوا كلهم ليتفقه الخارجون مع الرسول بما ينزل من الوحي عليه وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم بما كان من أمر العدو فيجتمع لهم الأمران في هذا النفير المعين وبعده صلى الله عليه وسلم تكون الطائفة النافرة من الحي إما للتفقه وإما للجهاد فإنه فرض كفاية على الاحياء وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية " وما كان المؤمنون لينفروا كافة " يقول ما كان المؤمنون لينفروا جميعا ويتركوا النبي صلى الله عليه وسلم وحده " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة " يعني عصبة يعني السرايا ولا يسيروا إلا بإذنه فإذا رجعت السرايا وقد أنزل بعدهم قرآن تعلمه القاعدون مع النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إن الله قد أنزل على نبيكم قرآنا وقد تعلمناه فتمكث السرايا ليتعلمون ما أنزل الله على نبيهم بعدهم ويبعث سرايا أخرى فذلك قوله " ليتفقهوا في الدين " يقول ليتعلموا ما أنزل الله على نبيهم وليعلموا السرايا إذا رجعت إليهم " لعلهم يحذرون " وقال مجاهد نزلت هذه الآية في أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجوا في البوادي فأصابوا من الناس معروفا ومن الخصب ما ينتفعون به ودعوا من وجدوا من الناس إلى الهدى فقال الناس لهم ما نراكم إلا وقد تركتم أصحابكم وجئتمونا لوجدوا في أنفسهم من ذلك تحرجا وأقبلوا من البادية كلهم حتى دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله عز وجل " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة " يبغون الخير " ليتفقهوا في الدين " وليستمعوا ما في الناس وما أنزل الله فعذرهم " ولينذروا قومهم " الناس كلهم إذا رجعوا إليهم " لعلهم يحذرون " وقال قتادة في الآية هذا إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيوش أمرهم الله أن يغزو بنبيه صلى الله عليه وسلم وتقيم طائفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تتفقه في الدين وتنطلق طائفة تدعو قومها وتحذرهم وقائع الله فيمن خلا قبلهم وقال الضحاك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا بنفسه لم يحل لاحد من المسلمين أن يتخلف عنه إلا أهل الاعذار وكان إذا قام وأسرى السرايا لم يحل لهم أن ينطلقوا إلا بإذنه وكان الرجل إذا أسرى فنزل بعده قرآن وتلاه نبي الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه القاعدين معه فإذا رجعت السرية قال لهم الذين أقاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أنزل بعدكم على نبيه قرآنا فيقرأونهم ويفقهونهم في الدين وهو قوله " وما كان المؤمنون لينفروا كافة " يقول إذا قام رسول الله " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة " يعني بذلك أنه لا ينبغي للمسلمين أن ينفروا جميعا ونبي الله صلى الله عليه وسلم قاعد، ولكن إذا قعد نبي الله فسرت السرايا وقعد معه معظم الناس.
وقال علي بن أبي طلحة أيضا عن ابن عباس في الآية قوله " وما كان المؤمنون لينفروا كافة " إنها ليست في الجهاد ولكن لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر بالسنين أجدبت بلادهم وكانت القبيلة منهم تقبل بأسرها حتى يحلوا