قوله تعالى: * (لأحتنكن ذريته) * فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: لأستولين عليهم، قاله ابن عباس، والفراء.
والثاني: لأضلنهم، قاله ابن زيد.
والثالث: لأستأصلنهم; يقال: احتنك الجراد ما على الأرض: إذا أكله; واحتنك فلان ما عند فلان من العلم: إذا استقصاه، فالمعنى: لأقودنهم كيف شئت، هذا قول ابن قتيبة.
فإن قيل: من أين علم الغيب. فقد أجبنا عنه في سورة النساء.
قوله تعالى: * (إلا قليلا) * قال ابن عباس: هم أولياء الله الذين عصمهم.
قوله تعالى: * (قال اذهب) * هذا اللفظ يتضمن إنظاره; * (فمن تبعك) *، أي: تبع أمرك منهم، يعني: ذرية آدم. والموفور: الموفر. قال ابن قتيبة: يقال: وفرت ماله عليه، ووفرته، بالتخفيف والتشديد.
قوله تعالى: * (واستفزز من استطعت منهم) * قال ابن قتيبة: استخف، ومنه تقول: استفزني فلان.
وفي المراد بصوته قولان:
أحدهما: أنه كل داع دعا إلى معصية الله، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه الغناء والمزامير، قاله مجاهد.
وقوله تعالى: * (وأجلب عليهم) * أي: صح * (بخيلك ورجلك) * واحثثهم عليهم بالإغراء; يقال: أجلب القوم وجلبوا: إذا صاحوا. وقال الزجاج: المعنى: اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك; فعلى هذا تكون الباء زائدة. قال ابن قتيبة: والرجل: الرجالة; يقال: راجل ورجل، مثل تاجر وتجر، وصاحب وصحب. قال ابن عباس: كل خيل تسير في معصية الله، وكل رجل يسير في معصية الله. وقال قتادة: إن له خيلا ورجلا من الجن والإنس. وروى حفص عن عاصم: " بخيلك ورجلك " بكسر الجيم، وهي قراءة ابن عباس، وأبي رزين، وأبي عبد الرحمن السلمي. قال أبو زيد: يقال: رجل رجل: للرجل، ويقال: جاءنا حافيا رجلا. وقرأ ابن السميفع، والجحدري:
" بخيلك ورجالك " برفع الراء وتشديد الجيم مفتوحة وبألف بعدها. وقرأ أبو المتوكل، وأبو الجوزاء، وعكرمة: " ورجالك " بكسر الراء وتخفيف الجيم مع ألف.
قوله تعالى: * (وشاركهم في الأموال) * فيه أربعة أقوال: