قوله تعالى: * (ولا تقربوا مال اليتيم) * قد شرحناه في [سورة] الأنعام.
قوله تعالى: * (وأوفوا بالعهد) * وهو عام فيما بين العبد وبين ربه، وفيما بينه وبين الناس. قال الزجاج: كل ما أمر الله به ونهى عنه فهو من العهد.
قوله تعالى: * (كان مسؤولا) * قال ابن قتيبة: أي: مسؤولا عنه.
قوله تعالى: * (وأوفوا الكيل) * أي: أتموه ولا تبخسوا منه.
قوله تعالى: * (وزنوا بالقسطاس) * فيه خمس لغات:
إحداها. " قسطاس "، بضم القاف وسينين، وهذه قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وأبي بكر عن عاصم هاهنا وفي [سورة] الشعراء.
والثانية: كذلك; إلا أن القاف مكسورة، وهذه قراءة حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم. قال الفراء: هما لغتان:
والثالثة: " قصطاص "، بصادين.
والرابعة: " قصطاس "، بصاد قبل الطاء وسين بعدها، وهاتان مرويتان عن حمزة.
والخامسة: " قسطان "، بالنون. قرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي عن ابن دريد قال:
القسطاس: الميزان، رومي معرب، " قسطاس " و " قسطاس ".
قوله تعالى: * (ذلك خير) * أي: ذلك الوفاء خير عند الله وأقرب إليه، * (وأحسن تأويلا) * أي:
عاقبة في الجزاء.
قوله تعالى: * (ولا تقف ما ليس لك به علم) * قال الفراء: أصل " تقف " من القيافة، وهي:
تتبع الأثر، وفيه لغتان: قفا يقفو، وقاف يقوف وأكثر القراء يجعلونها من " قفوت " فيحرك الفاء إلى الواو ويجزم القاف كما تقول: لا تدع وقرأ معاذ القارئ: " لا تقف "، مثل: تقل; والعرب تقول:
قفت أثره، وقفوت، ومثله: عاث وعثا، وقاع الجمل الناقة، وقعاها: إذا ركبها. قال الزجاج: من قرأ بإسكان الفاء وضم القاف من: قاف يقوف، فكأنه مقلوب من قفا يقفو، والمعنى واحد، تقول:
قفوت الشئ أقفوه قفوا: إذا تبعت أثره. وقال ابن قتيبة: " لا تقف "، أي: لا تتبعه الظنون والحدس، وهو من القفاء مأخوذ، كأنك تقفو الأمور، أي: تكون في أقفائها وأواخرها تتعقبها، والقائف: الذي يعرف الآثار ويتبعها فكأنه مقلوب عن القافي.
وللمفسرين في المراد به أربعة أقوال:
أحدها: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم، رواه العوفي عن ابن عباس:
والثاني: لا تقل: رأيت، ولم تر، ولا سمعت، ولم تسمع. رواه عثمان بن عطاء عن أبيه عن