قوله تعالى: * (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) * في " من " قولان:
أحدهما: أنها صلة.
والثاني: أنها أصل،، لأنهم لم يؤمروا بالغض مطلقا، وإنما أمروا بالغض عما لا يحل.
وفي قوله تعالى: * (ويحفظوا فروجهم) * قولان:
أحدهما: عما لا يحل لهم، قاله الجمهور.
والثاني: عن أن ترى، فهو أمر لهم بالاستتار، قاله أبو العالية، وابن زيد.
قوله تعالى: * (ذلك) * إشارة إلى الغض وحفظ الفروج * (أزكى لهم) * أي: خير وأفضل * (إن الله خبير بما يصنعون) * في الأبصار والفروج. ثم أمر النساء بما أمر به الرجال.
قوله تعالى: * (ولا يبدين زينتهن) * أي: لا يظهرنها لغير محرم. وزينتهن على ضربين: خفيفة كالسوارين والقرطين والدملج والقلائد ونحو ذلك، وظاهر وهي المشار إليها بقوله [تعالى]: * (إلا ما ظهر منها) * وفيه سبعة أقوال:
أحدها: أنها الثياب، رواه أبو الأحوص عن ابن مسعود; وفي لفظ آخر قال: هو الرداء.
والثاني: أنها الكف والخاتم والوجه.
والثالث: الكحل والخاتم، رواهما سعيد بن جبير عن ابن عباس.
والرابع: القلبان، وهما السواران والخاتم والكحل، قاله المسور بن مخرمة. والخامس: الكحل والخاتم والخضاب، قاله مجاهد.
والسادس: الخاتم والسوار، قاله الحسن.
والسابع: الوجه والكفان، قاله الضحاك. قال القاضي أبو يعلى: والقول الأول أشبه، وقد