تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون " 98 " لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون " 99 " لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون " 100 " قوله تعالى: * (وحرام على قرية) * قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر وحفص عن عاصم: " وحرام " بألف. وقرأ حمزة والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: " وحرم " بكسر الحاء من غير ألف، وهما لغتان. يقال: حرم وحرام. وقرأ معاذ القارئ، وأبو المتوكل، وأبو عمران الجوني:
" حرم " بفتح الحاء وسكون الراء من غير ألف والميم مرفوعة منونة. وقرأ سعيد بن جبير: " وحرم " بفتح الحاء وسكون الراء ونصب الميم من غير تنوين ولا ألف. وقرأ أبو الجوزاء، وعكرمة، والضحاك: " وحرم " بفتح الحاء والميم وكسر الراء من غير تنوين ولا ألف. وقرأ سعيد بن المسيب، وأبو مجلز وأبو رجاء: " وحرم " بفتح الحاء وضم الراء ونصب الميم من غير ألف.
وفي معنى قوله تعالى: * (وحرام) * قولان:
أحدهما: واجب، قاله ابن عباس، وأنشدوا في معناه:
- فإن حراما لا أرى الدهر باكيا * على شجوه إلا بكيت على عمرو - أي: واجب.
والثاني: أنه بمعنى العزم، قاله سعيد بن جبير. وقال عطاء: حتم من الله، والمراد بالقرية:
أهلها.
ثم في معنى الآية أربعة أقوال:
أحدها: واجب على قرية أهلكناها أنهم لا يتوبون، رواه عكرمة عن ابن عباس.
والثاني: واجب عليها أنها إذا أهلكت لا ترجع إلى دنياها، هذا قول قتادة; وقد روي عن ابن عباس نحوه.
والثالث: أن " لا " زائدة; والمعنى: حرام على قرية مهلكة أنهم يرجعون إلى الدنيا، قاله ابن جريح، وابن قتيبة في آخرين.
والرابع: أن الكلام متعلق بما قبله، لأنه لما قال: " فلا كفران لسعيه " أعلمنا أنه قد حرم قبول أعمال الكفار; فمعنى الآية: وحرام على قرية أهلكناها أن يتقبل منهم عمل، لأنهم لا يتوبون، هذا قول الزجاج.
فإن قيل: كيف يصح أن يحرم على الإنسان ما ليس من فعله، ورجوعهم بعد الموت ليس إليهم؟