(التفسير بالرأي) المنهي عنه هو (الرأي) في هذه المدرسة باعتبار أنها تشكل اتجاها خطيرا في الفقه الإسلامي لا من ناحية النتائج التي انتهت إليها فقهيا فقط، وإنما باعتبار الاتجاه والطريق الخاطئ الذي انتهجته في عملية الاستنباط والمعتمد بالأساس على القياس والاستحسان والمصالح المرسلة والظنون وما أشبه ذلك من قضايا مرجعها إلى الرأي، وتنتهي في نهاية المطاف إلى انحراف خطير في فهم القرآن والسنة (1).
وعلى هذا الأساس كان النقد الذي وجهه أهل البيت (عليهم السلام) إلى هذا الاتجاه أكبر من نقد المذاهب الفقهية الأخرى والتي لم تلتزم بهذا الطريق الخطير في عملية الاستنباط، وإن كانت نتائجها غير صحيحة أيضا.
وحينئذ قد يراد من التفسير بالرأي هذا النوع من الرأي وهو: الاعتماد في فهم المضامين القرآنية على الذوق والاستحسان، فيرى أن هذا النوع من المضمون هو الأقرب إلى النفس أكثر من غيره.
وفرق هذا الرأي عن الرأي الأول هو أن الحالة الذاتية كان لها دور في فهم (تفسير اللفظ) في الرأي الأول، بينما كان لها دور في فهم و (تفسير المعنى، وتشخيص المصداق) بناء على هذا الرأي.
وعلى هذا الأساس نعرف الموقف من بعض المحاولات التفسيرية الحديثة،