ولعل من الآثار التي تركها وجود هذا النوع من التفكير في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هو عدم تطور حركة التفسير في هذه المدرسة تطورا يناسب التطورات المهمة في المجالات الأخرى لهذه المدرسة المعطاءة ذات المستوى العالي، والذي يمكن ملاحظته من خلال ما وصلت إليه بحوث علم الفقه والحديث والأصول والكلام فيها، بل بقي التفسير فيها مواكبا للحركة العامة للتفسير لدى المسلمين.
إلا أن هذا الفهم للتفسير بالرأي فهم خاطئ، وهناك مجموعة من الأدلة والبراهين تشير إلى عدم صحته، كما أن هناك طريقين يمكن اتباعهما لإثبات ذلك، وهما:
أولا: البحث في الروايات والنصوص الواردة في موضوع التفسير بالرأي تفصيلا، حيث نتوصل من خلال ذلك إلى أن ما ذكر فيها لا ينطبق على هذا المفهوم الواسع المذكور للتفسير بالرأي، وهذا البحث نؤجله إلى بحث المحكم والمتشابه في الأبحاث التفسيرية.
ثانيا: الرجوع إلى مجموعة القرائن والأدلة والشواهد الموجودة في الكتاب والسنة الشريفة، مما لا يمكن أن ينسجم مع افتراض أن يكون (الرأي) المقصود