الموجود فيه وبشكل مباشر، ولا يكون هذا الفهم من التفسير بالرأي حتى إذا كان بدون الاستناد إلى رواية أو حديث معين، وإنما نتيجة لجهد الإنسان الشخصي من خلال مراجعته لمجموعة المعلومات والقرائن المتوفرة عنده.
وتأكيد القرآن أنه * (لسان عربي مبين) * يؤكد هذه الحقيقة، إذ إن هذه الإبانة لا يمكن أن تفترض في كتاب لا يمكن فهمه إلا بالرجوع إلى الروايات الموجودة في كتب الحديث، لأن الإبانة حينئذ لا تكون - في الواقع - إبانة للقرآن الكريم بل للأحاديث، وهي التي ستكون (المبين) وهذا هو خلاف الافتراض في أن القرآن بنفسه فيه حالة الإبانة والتوضيح والهداية.
خصوصا وأن هذه الإبانة أحيانا تنسب إلى النص القرآني من قبيل قوله تعالى: * (لسان عربي) *، واللسان يعبر عن حالة النص والجانب المرتبط باللفظ لا الجانب المرتبط بالمضمون.
ولذا فلا مجال لادعاء أن هذا المضمون القرآني لا نفهمه إلا من خلال الروايات عن الأئمة (عليهم السلام)، وحينئذ يكون مبينا بعد فهمه من خلال الروايات.
نعم تكون هذه الروايات شارحة ومفسرة للقرآن ولا بد من الرجوع إليها عند وجودها وتوفر الشروط الموضوعية الصحيحة فيها، وعند فقدانها يمكن الاعتماد على النص القرآني مباشرة لفهمه وتفسيره.
الدليل الثاني: وهو ما ورد في آيات الحث على التدبر والتأمل، وفهم القرآن وأخذ معانيه والاهتداء بهديه، كقوله تعالى:
* (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) * (1).